نازك الخنيزي: الشعر النسوي يمثل جزءً مهماً على خارطة الساحة الشعرية في الخليج
من عمق جزيرة العرب مهد الشعر وفصاحته حيث كتب هناك كبار شعراء العرب من خلال معلقاتهم.. امرؤ القيس، وعنترة، وغيرهم اطلت علينا شاعرة رصينة تكتب الشعر بوجدان ملهم ومعبر.. رسمت من خلال نصوصها الوان جميلة من كلمات تحمل الوعي والجمال.. انها الشاعرة السعودية نازك الخنيزي عضو مجلس إدارة مجلة الآداب والفنون مدير مكتبنا هناك
لنتحاور حوار الثقافة والأدب وهموم المراة الإنسانة والشاعرة..
تدفق نراه واضحا في عمق شخصيتها الشعرية المتميزة.. رحبوا معي بضيفتنا،،
بعد زواجي انتقلت إلى بلدان ومناطق مختلفة، ثم عدت إلى القطيف أرشفُ من ثراها الشهد وأحمل حنيني على كتفي في الدروب التي تناديني..
نشأت في بيئة تهتم بالعلم والأدب وقد برز منهم الكثير من الأدباء والشعراء.. كنت منذ طفولتي أقضي وقتاً طويلاً في مكتبة الوالد التي اشتهرت بالتنوع في محتوياتها لأقرأ من كتبه.. وقد بعثت لي تلك القراءة بطاقات ملونة أزهرت في روحي …
بدأت بكتابة الخواطر على قصاصات الورق وفي الكراسات أثناء وجودي في العراق لأنني وجدت الخصوبة للعلم والأدب في أرض الرافدين …
لي أنشطة مجتمعية تطوعية في جمعيات المنطقة.. مؤسسة وراعية منتدى المروج الأدبي الثقافي الذي يتكئ على مسرح روحي …
أجد نفسي بين ما أؤمن به وبين مايُفرض … وما نسعى إليه هو الشعور الداخلي الذي يزودنا بالاحتواء والأمان لنكون منتجين وفاعلين في محيطنا ونوازن بين الرغبات والاحتياجات بعيداً عن الصراع.
فالقارئ كالكاتب ينظر إلى القصيدة أو النص الشعري وملامسته للواقع، ودورها الابداعي.. فالصور الشعرية تخرق قواعد اللغة بالخروج عن اللغة النمطية بالميل إلى الدلائل والرمزية.
مدينة وشمتْ فردوساً في قلبي.. وفي حدائق دمي وسكنت بين أضلعي، حرقتْ جمر المسافات وتأشيرة البحر الذي تبحر الآمال فيه.. كتبتُ فيها وعنها، ماكتبته ربما الغيم يرويه معي..
هذا مطلع قصيدة كتبتها قبل حوالي خمس سنوات.. وقد لحنها وغناها الفنان المبدع شكري عاشور …
قطيف يامدينة يغفو على جبينكِ المستحيل
طرزي الوعد على جذع النخيل
فشفاه الحلم تغفو كالنجوم
في سكينة وسلام وتراتيل تدوم
نخلكِ لايحبو
لكن يستميل
أما الفتات الذي ظهر فسببه اقصاء اللغة التي هي وعاء العلوم ووسيلة التأثير بجميع الألوان والأدوات في مجالات مختلفة من الحياة.. سببه الاهتمام بالقشور والشكليات والابتعاد عن الجوهر..
سببه حالة الانفصام التي نعيشها بين هويتنا العربية وثقافتنا …
ولكن بصورة عامة أصبح الشعر النسوي يمثل جزءً مهماً على خارطة الساحة الشعرية في منطقة الخليج شهد تطوراً ملحوظاً خاصة على مستوى القصيدة النثرية فقد أثبتت جدارتها وأحقيتها في هذا الابداع الذي وصلت إليه وسارت بحذو الرجل وتعمقت وتركت بَصمَتِها فيه لأن العمل الذي يفرض نفسه هو الذي يتربع على ضفاف الجمال.
فلو لم تعلق لما التفت إلى معطياتها الكثير من حفظة الشعر ومتذوقيه، وقد كانت وسيلة لكي تذاع القصائد بين القبائل في ذلك العصر …
وإذاعُلقت تلك المعلقات في النفوس والعقول لفاقتْ غيرها ونُظر إليها بدهشة لمحتواها ومضامينها المتجددة، من دقة في المعاني وبراعة في الوزن وأصدق تصويراً للحياة.. وبعداً للخيال فتحتاج إلى تأمل عميق، أسسها العقل العربي بانتاج فكري وعُلقتْ في ذهن الأمة ومخيلتها …
كثير من شعراء الحداثة اتسموا بخصوصية الابداع، لهبوا الساحة بقوة الحضور ويعتبروا إضافة كبيرة إلى المشهد الشعري وإفقاً واسعاً في سماء الحرف ولساناً يمتد من المحيط إلى الخليج ….
إذا وقفت عند سؤالكِ من سيحظون بشرف القصائد المعلقة في وقتنا الحاضر …؟ أقول لا أظن أن أحداً في هذا الزمن الذي انتشرت فيه الشبكة العنكبوتية والإقبال عليها وقل فيه القراء وتقدير الكتب، فيكفي أن يَعرفهم الزمان ويُعرفهم … فلكل زمان دولة ورجال …..
ضعف تقدير المبدعين ورعايتهم وحتى دعمهم في العالم العربي، ولاهتمام الكبير في الغرب بالمبدعين والمثقفين واستثمارهم …
مجلتنا الحبيبة المتمثلة في“ الدكتور علي لعيبي“ تستقبل أطيافاً مختلفة من المثقفين والأدباء العرب على امتداد العالم واستقبال نتاجهم الفكري والأدبي..
نحن مفطورون على حب الأدب الذي هو شهد الروح، لذا نجدها تشع في فضاء الأدب وتفتح قلوبنا على نوافذ الجمال …
رغم أن شهادتي في“ مجلة الآداب والفنون“ مجروحة لكنني أجدها متدثرة بجهود ودفء القائمين عليها بلا كلل، هذه المجلة تدرجت على سلالم التطور والرقي وصافحت المقل واحتضنتها القلوب …
شكراً بعدد النجوم التي تلألأت في هذا السماء لمجلتي التي أعتز بها كثيراً وإلى الدكتور علي وإلى الأستاذة ريما على جهودها وللديمة العذبة التي وشحت هذا المساء بقلائد من نور وإلى جميع من وضع بصمة جميلة هنا …