لماذا الثقافة؟
تمثل الثقافة عنصرا حيويا لأي مجتمع تنشط فيه الحركة الثقافية، حيث تساهم الثقافة في تشكيل الوعي الجمعي للأفراد الحاملين لها، مما يخلق لديهم القابلية في احترام التنوع والآراء الجديدة، والمجتمع الذي يمتلك ثقافة قوية تتعزز فيه روح الثقة بالذات، وهذا بطبيعة الحال يجعله أكثر قدرة على التنافس في إنتاج وصناعة الثقافة، مما يساهم في تطورها وخلق حالة من الإبداع الثقافي في المجتمع.
سلط سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله في الليلة السادسة من المحرم لعام 1440 هـ جرية الضوء في محاضرته ”المجتمع والإبداع الثقافي“ على الحركة الثقافية في المجتمع وما تعكسه على صورته الحضارية، وأشار إلى أهمية الثقافة وأنها قيمة عليا، كذلك أشار إلى موقف الدين من الثقافة وتشجيعه عليها، وتحدث عن ضرورة التثقيف الذاتي ومدى انعكاساته على الفرد في توسيع مداركه وأفقه، وأشار ايضا إلى حركة الثقافة في المجتمع القطيفي وتميزها على المستوى الوطني. «انتهى»
هناك بعض المجتمعات تحصل فيها ممانعة ورفض لأي ممارسة ثقافية يقوم بها الفرد، حيث تشعر بأن المثقف سوف يشق الإجماع المتعارف عليه، بسبب طرح بعض الآراء أو الأطروحات الجديدة التي تخالف النسق الثقافي العام الموجود بين أفرادها مما يسبب زعزعت الروح الاجتماعية داخل الجماعة، وهذا يكون حالة من الشقاق والصراع ما بين الفرد المثقف ومجتمعه، خاصة إذا هيمنة حالة من السكونية والكسل بين أبناء وأفراد ذلك المجتمع تجدهم أشد ممانعة ورفضا لأي ثقافة يعتبرونها دخيلة عليهم، مما يشعرهم أن تلك الثقافة تهدد النسيج المجتمعي الذي تعارفوا عليه فيما بينهم، وهذا بطبيعة الحال سوف ينعكس بشكل سلبي على الثقافة والإنتاج الثقافي.
إن أي مجتمع يحمل ثقافة ما، لكننا نتحفظ على طبيعة تلك الثقافة التي يحملها ويتبناها، حيث أن الإنسان لا يرى أن ثقافته ناقصة أو خاطئة أو متخلفة أو تحتاج إلى نقد وتنقيح، لأنه في الحقيقة لا يرى ذلك بسبب وجود حجاب يمنعه عن رؤية ذلك، يشير إلى ذلك الدكتور توفيق السيف في كتابه ”الحداثة كحاجة دينية“: «كذلك الثقافة التي يحملها الإنسان هي حجاب بين عقله وحقيقة ذاته. لو قلت إن هذه الذات متخلفة فعقل صاحبها عاجز عن رؤية التخلف ولو قلت أنها متقدمة فالعقل غير قادر على التمييز بينها وبين الغير».