الشايب: بقاء واحة الأحساء دليل على وعي إنسانها وابتكاره وسائل للاستدامة
المعايير التي مكّنت من انتخاب منطقة الإحساء وضمّها لمواقع التراث العالمي من قِبل هيئة اليونسكو، دور الأمير سلطان بن سلمان والإحسائيين في تهيئة ذلك الملف، الآثار في الإحساء بين الواقع والمأمول، الواقع السياحي والتغيرات التي ستشهدها المنطقة، كل ذلك وأكثر في حوار جهينة مع مدير التخطيط العمراني ببلدية الاحساء المهندس عبدالله الشايب..
فالإحساء من أكبر الواحات في العالم، وتفاعل الانسان معها، بالإضافة إلى صمودها مع متطلبات الحياة المعاصرة، تقنيات الزراعة المتجددة التي أسهمت بالمحافظة على المناطق الزراعية، ومتطلبات الحماية، والإدارة اللازمة للحفاظ على القيمة العالمية الإستثنائية ومحاورها، حدود مواقع التسجيل لعدد 12موقع، ويتمثل في: شمال الواحة، شرق الواحة، منطقة السيفة الزراعية، بحيرة الأصفر، موقع جواثا الأثري، مسجد جواثا التاريخي، قصر ابراهيم، سوق القيصرية، قصر خزام، قصر صاهود، عين قناص الأثري، وسط العيون، بالإضافة الى مناطق الحماية حول المواقع 12، المحافظة وتطوير المواقع 12، خطة الإدارة وتنفيذ مشروعات التطوير والمحافظة بالتعاون مع الشركاء المحليين، موضوع التسجيل والذي يندرج تحت المواقع التراثية، وتركيزه على العناصرالتراثية المادية.
ويوجد بمدينة الهفوف فرع لهيئة السياحة والتراث الوطني يقوم بعمله في حماية الآثار، وترميمها، وتأهيلها، وتم تدشين عدد من المشاريع الترميمية، كتأهيل قصرإبراهيم بالهفوف، قصر صاهود بالمبرز، قصر خزام بالهفوف، المدرسة الأميرية، القرية التاريخية بمدينة العيون، بيت البيعة بالهفوف، وترميم مسجد جواثا بجواثا، مسجد الجعلانية بالبطالية، مسجد الجبري بالهفوف، مسجد التهيمية، عين الجوهرية بالبطالية، وعين أم سبعة بالقرين، وتدشين إفتتاح متحف الأحساء الإقليمي بميزانية تصل 70 مليون ريال، وبلا شك هناك حاجة لعمل وعناية أكبر لترميم عشرات الآثار، وصيانة المواقع الطبيعية، لتكون جاهزة للزيارة، والإستثمار السياحي، وتربط الناشئة بالوطن والشعور بالانتماء، وتأكيد الهوية.
ومع اعلان اليونسكو ادراج واحة #الأحساء_موقع_تراث_عالمي ، زاد مستوى المسؤولية لمواجهة عالمية الإعلان، ومواكبة الإستفادة من ذلك؛ فالبنية الإقتصادية للإحساء متعدّدة ومع كونها مخزون الطاقة البترولية للمملكة بما يعادل 7 في المائة، ومن أهمها حقل الغوار، وخريص، وحرض، والغاز بحقل الشيبة، ولها سواحل على الخليج بطول أربعمئة كيلومتر، مع التثني تجعل حدود المملكة من خلالها اليمن وعمان والإمارات وقطر، وواحة زراعية بها أربعة ملايين نخلة، منها ثلاثة ملايين منتجة، فضلا عن سلة غذاء لكل موسم، كما انها مناجم صخور الإسمنت، والجبس، والطوب الأحمر، والدلميات، والبترول الصخري في صحراء الجافورة.
ويبلغ سكان الإحساء حوالي مليوني نسمة موزعة على مجموعة مدن منها الهفوف، والمبرز، والجفر، والعمران، مع وجود مطار دولي، ومحطة سكة حديد، وشبكة مواصلات، تربطها بالعاصمة الرياض والدمام ودول الجوار.
ووجود البنية التحتية كالجامعات ومراكز الأبحاث وأمان الأحساء، وعدد من بلديات المدن، والغرفة التجارية الصناعية، ونادي أدبي، وجمعية ثقافة وفنون، وعدد من الجمعيات العلمية، والخيرية، والنوادي الرياضية، ومؤسسات المجتمع المدني، كل ذلك يدفع للإستفادة من الحدث وتفعيله كمحرك اقتصادي، سواء في زيادة الدخل، او تنمية الموارد البشرية، وتتسع أهميته لأربعة عشر مليونا في محيط الإحساء في عدة مجالات، ومنها السياحة بتكثيف البنية التحتية سواءا زيادة عدد مراكز الإيواء من فنادق «عدد الغرف الفندقية الآن 4400» وتنويع مستوى الخدمات الفندقية لتوائم الأطياف العمرية والثقافية المختلفة، وما يتبع ذلك من خدمات الطعام والنقل، تنمية الصناعات الحرفية فالإحساء تمتلك قدرات نوعية فنية إبداعية قادرة على المنافسة، وبدخولها نادي العالمية فإن هذا سيساعد على التسويق المحلي لخدمة المواطنين والمقيمين والزائرين، كما يمكن تدويل ذلك في حالة تنافسية في ظل أنظمة العولمة والتفرد والإبتكار والإستدامة، والتجارب المبدئية مشجّعة مثل برنامج بارع بهيئة السياحة والذي أنشأ مركز الإبداع الحرفي ليكون واجهة تسويقية لمخرجات حرفية ذات جودة عالية، ويوجد بالأحساء اكثر من 300 حرفة تستفيد من خامات محلية تشجّع التدوير وتستغل المواد الخام المحلية، والتمكين بإيجاد علاقات تجارية لما تمثله من سلاسل الإمداد للخامات المستعملة، وإخال حرف جديدة لتواكب احتياجات الناس، وقدّم مركز النخلة للصناعات الحرفية بالأحساء جهد مميز في التدريب الحرفي، وإيجاد موارد بشرية شبابية ذكورا وإناثا ليدخلوا سوق العمل، وستسساهم كلية الفنون الجميلة المزمع فتحها بجامعة الملك فيصل بمدينة الهفوف في إيجاد بيئة أكاديمية بمخرجات مؤهلة، وهذه الكلية الأولى من نوعها بالمملكة، كما يجري إنشاء كلية للسياحة والفندقة بمدينة المبرز، والعمل على زيادة الإستثمارات في الإحساء، واستقطابها لمن خارجها سيكون محل امتحان جاد، بعد الإعلان بمنتدى الإحساء للإسثمار، وتوجيه البوصلة للمقومات والفرص الإقتصادية ودخول المرأة سوق العمل مباشرة، وهذه الفرص ستكون ذات أفق عريض، كالإستثمارات في المجال الرياضي، والصحي، سياحة المؤتمرات في التمور، السياحة الثقافية، والسفاري وغيرها، ومع زيادة أعداد السياح ستكون الحاجة ملحّة لتفعيل مطار الهفوف بالأحساء، وزيادة عدد الرحلات لمحطة السكة الحديد، وتوفرالإطلالة على الخليج أمرين هامين: الإستثمارات السياحية الشواطئية، وربما آن الأوان لتبدأ شركة العقير السياحية عملها على الأرض والتي ستوفر أكثر من مئة الف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، والبدء في نشاط صيد الأسماك الذي يعتبر من الصناعات المغيبة في الأحساء، والذي سيوفر استثمارات عالية واستغلال للثروات السمكية، ويتبع ذلك كمحفز انشاء ميناء تجاري ونقل ايضا، خاصة مع إنشاء مدينة الأصفر المزمع إقامتها شرق العمران بمئة ألف وحدة سكنية، مما يجعل الإحساء منطقة استقطاب للعمل والسكن، مع مراعاة الحفاظ على البيئة من أجل تنمية مستدامة.
وفي الأحساء الآن أكثر من خمسين مرشد ومرشدة سياحية معتمدة بلغات مختلفة، كما أنشأت عددا من الشركات السياحية التي تقدّم كامل الخدمات، والتسهيلات التي يحتاجها السائح بما فيها الخدمات الفندقية، وتتوفر بها مجموعة صناعات من المورث الإحسائي كهدايا او تذكارات على رأسها البشت الحساوي، والخزف، والخوصيات، وفنون الديكوباج، وغيرها.