العنكي: لا أنصح بكثرة الإنجاب وهذه حقيقة خرافات الحمل.. وتأثرت بالدكتورة العامودي
اخصائية النساء والتوليد زهراء سلمان العنكي من بلدة القديح وبعد لحظات تردد أرادت أن تكمل مسيرتها في هذا المجال، متأثرة بشخصية الدكتورة سامية العامودي التي حازت على جائزة أشجع إمرأة دولية.
لها بعض التغريدات المثيرة للجدل والصريحة في الطرح كان من بينها أن لاتكون المرأة «متأرنبة» كثيرة الإنجاب، وفق متغيرات العصر الحديثة، وعلى رغم ذلك كانت لها قناعاتها الخاصة التي تعتقد أنها لأجل المرأة، وتساعدها على مواجهة تحديات الحياة.
العنكي أسعدها كثيرًا اللقاء ب «جهينة الإخبارية» في حوار حول خرافات الحمل التي يتداولها البعض خلال هذه الأيام.
وفي نفس العام 2012 م وبعد إنتهائي من سنة الإمتياز الإلزامية، ألتحقت ببرنامج الهيئة السعودية لإكمال دراستي والتخصص في طب النساء والتوليد، والذي أنهيت التدريب فيه عام 2017 م وتحديداً شهر أكتوبر الفائت.
حقيقة لم أكن أنوي إستكمال دراستي في النساء التوليد بل أنني كنت أقول أنه من المستحيل أن أدخل هذا التخصص إلى إن شاءت الأقدار في السنة الأخيرة من دارستي في كلية الطب بأن أحظى بأن تكون أستاذتي هي الدكتورة سامية العامودي والتي حازت على جائزة أشجع إمرأة دولية عام 2007 م والتي تقدمها وزارة الخارجية الأمريكية.
تأثرت بها وبشخصيتها كثيراً كوني طالبة في مجموعتها، وأيضاً من خلال عملي معها كمتطوعة في فترة دراستي في مركز الشيخ محمد العامودي لسرطان الثدي والذي كان تحت إشرافها.
وهذا ماجعلني أختار التخصص تأثراً بها وبما كانت تقدمه من دعم للمرأة في عدة مجالات ومراحل عمرية من خلال تخصصها فشعرت أنني من خلال تخصصي أستطيع أن أقدم لنساء مجتمعي الدعم الصحي والمعنوي.
غالباً في المرحلتين الأولى والثانية من الحمل لن تحتاج الحامل إلى أي سعرات حرارية أكثر مما كانت تحتاجه قبل وهي حوالي 2000 سعرة حرارية يومياً.
قد تحتاج إلى عدد مختلف من السعرات الحرارية إذا كانت: من صاحبات الوزن المنخفض قبل الحمل، من صاحبات الوزن الزائد قبل الحمل، وإذا كانت تعاني من السمنة قبل الحمل.
للأسف هذه الخرافة جداً منتشرة حتى بين الفئات المتعلمة، وفي الحقيقة لا أعلم سر إنتشارها بالرغم من أن جميع الدراسات الطبية أثبتت قطعياً عكس الكلام المتدوال، ولو فكرنا منطقياً قليلاً سنجد أن هذه الخرافة لاصحة لها، فصحة الطفل في إكتماله في رحم أمه، حيث تكتمل رئته ويكتمل نموه مع تقدم الحمل،
ففي الشهر الثامن وتحديداً عند 34 أسبوعاً تكتمل رئتا الطفل، وأيضاً وزنه بالثامن يكون أفضل من وزنه بالشهر السابع، ونتيجة لذلك المضاعفات التي يتعرض لها تكون أقل وفرصته للحياة أكثر، لذلك نرغب أن يولد الطفل بالشهر التاسع ليكون مكتمل النمو ولا يواجه أي مشاكل من تلك التي يواجهها ممن يولدون مبكراً سواءً بالثامن أو بالسابع.
لاعلاقة لوضعية النوم أو ضعيه الجلوس بصعوبة الولادة أبداً، وهنا أضيف عدة نقاط أولها أن ممارسة الرياضة المناسبة لاتضر بالحامل بالعكس لها فوائد كثيرة، وأن الجلوس وعدم الحركة لا يساهم في تثبيت الجنين كما يظن الكثير من الناس، فلا علاقة للحركة بالاجهاض بل على العكس تماماً أن عدم الحركة للمرأة الحامل مضرة ويعرضها لخطر الإصابة بالجلطات والتي ممكن أن تؤدي للوفاة.
وأخيراً أن فحص الطبيب لعنق الرحم إذا أستعدى الأمر طبياً في أي مرحلة من مراحل الحمل سواء كانت بالبداية أو المنتصف أو النهاية لا يسبب إجهاض ولا ولادة مبكرة.
بالفعل أصرح كثيراً بذلك وسأجيب بإختصار على ذلك، أولاً من ناحيه طبية أن لكثرة الانجاب مضار على صحة المرأة يطول تعدادها هنا، وأذكر هنا أحداها على سبيل المثال وهي أن شريحة كبيرة من النساء في مجتمعنا يرغبن بالانجاب في عمر الاربعين وهذا له مضار على الأم والطفل، حيث تزداد نسبة التشوهات وأيضاً متلازمة نسبة داون مع إزدياد عمر الأم، وبالنسبة للأمهات أيضاً تكثر مشاكل ومضاعفات الحمل كالسكر والضغط وحالات تسمم الحمل وغيرها من المشاكل الصحية.
ومن ناحية اجتماعية أرى أنه في ظل الإنفتاح والتغيرات التي طرأت على المجتمع ومتطلبات هذا العصر وكون أغلب النساء عاملات وغير متفرغات تماماً، أصبح موضوع التربية صعباً جداً، وإعطاء كل طفل حقه في التربية والرعاية والتعليم وتوفير كل مايحتاجه مع وجود أطفال كثر أمر صعب جداً ومجهد لكلا الوالدين
وفي النهاية الأطفال بالكيف وليس بالكم.
لكل سيدة وفتاة في مجتمعي شهادتك هي سلاحك لاتتخلي عنها مهما حصل، يؤلمني وجود فتيات في عمر الزهور يوقفهن الزواج والإنجاب عن إكمال مشوارهن التعليمي، الزواج والإنجاب ليس عائقاً لإستكمال المشوار التعليمي اذا كان لدى المرأة الرغبة في تحقيق طموحها.
وهنا أستشهد بقول سيد البلغاء وإمام المتقين الإمام علي عندما قال «العلم خير من المال لأن المال تحرسه والعلم يحرسك والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق والعلم حاكم والمال محكوم عليه مات خازنو المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعبائهم مفقودة وآثارهم في القلب موجودة».