قراءة في ديوان الشاعر يوسف آل ابريه
حيثية الـ «أنا» نحن في شعرية «حيث أنا»
في «92» صفحة حوت المجموعة الشعرية «حيث أنا» [1] للشاعر يوسف آل ابريه «52» نصاً شعرياً حلقت في فضاء الكلمة الموزونة المموسقة في شكلي القصيدة العربية المعهودين «الشطرين والتفعيلة»، وقد عزفت نصوص المجموعة على أوتار البحور الشعرية الأكثر تداولاً في نظم القصيدة العربية قديماً وحديثاً وهي كالتالي - حسب تسلسلها النصي في المجموعة مع إغفال المكرر منها: «الهزج، الوافر، الرمل، الكامل، البسيط، السريع، الخفيف، المتقارب، الطويل»... هذا على صعيد الوزن والإيقاع، أما على صعيد اللغة فقد جاءت لغة الشاعر سلسة رشيقة واضحة في ألفاظها بعيدة في رصف كلماتها عن التعقيد اللفظي الذي يعد مع توأمه «التعقيد المعنوي» من أهم الأسباب التي تولدت عنها النصوص الغامضة غموضاً غير منتج في جملة من شعرنا القديم وفي كم هائل من النصوص الحديثة التي سارت في الاتجاه الخاطئ فراراً من المباشرة أو الإبلاغية التي يناصبها العداء غير قليل من منظري الحداثة الأدبية مما ينتجه النقد الموجه المنطلق من حيثياتها في عصرنا الراهن [2] .
من كلمة «أنا» في لوحة الغلاف التي جعلت للحرف الأول ذيلاً أشبه ما يكون بالجذور الضاربة في الأعماق، كما جعلت للحرف الأخير فروعاً تصل إلى عنان السماء، وهي لفتة واعية لإمكانات الرسم الكتابي وقدرته على المساهمة في الإنتاج الدلالي للكلمة، نستطيع أن نلتقط الإشارة الأولى لفحوى العنوان التي تؤسس علاقة وطيدة بين الجذور والظهور التي تعني تحقق ال «أنا» بقدر ترجمانها عن ال «نحن»، وال «نحن» هنا تشمل الضمير الجمعي في واقعه المعاش وفي تطلعاته وفي أصوله التي انطلق منها وساهمت في صيرورة كينونته وصياغتها.
ولعل الانطلاق من أدب اللهجة الدارجة إلى أدب اللغة الفصيحة له مدخلية على الصعيد الفردي في اكتساب مناعة لدى شاعر «حيث أنا» تقيه من الإصابة بعلة الحداثة - ولا أقول التحديث - في تقصُّد الغموض والارتهان إلى رؤى مسبقة أثقلت النص الأدبي الفصيح وساهمت مساهمة بالغة في اغترابه القسري وفشله الذريع من أن يخلق وهجه الشعبي بين الناس كما كان في سابق عهده؛ فالشعبية هي صفة الشعر الفصيح على امتداد عمره الطويل، وهي - والحال هذه - ألصق به باعتبار الزمن من الشعر باللهجات الدارجة عند من يتأمل المقصود ويكون حكمه وصفياً منبثقاً في رؤاه من استقراء الموجود.
ألم يكن المتنبي شاعراً شعبياً بامتياز؟ وهل ”سيصبح الدهر لشعره منشداً“ ويكون ”من رواة قصائده“ لو كانت لغته غامضة غموضاً يقضي على شعرية الإبلاغية فيها، تلك الشعرية التي تستهوي جميع الناس بمختلف مستوياتهم وطبقاتهم المعرفية؟!
فالإبلاغية التي تحقق للقول شعبيته - وهي إحدى أهم سمات الشعر والأدب - لا تعني الوقوع في رخص المباشرة المبتذلة - كما ظل النقد السائر في ركب الحداثة لا التحديث يردد ذلك ويغري الشعراء إلى الفرار منها - بل هي الخصلة التي تجلب الناس إلى الأدب ليجدوا في تمثُّل الأبيات الشعرية سلوتهم ويستحلبوا لذة غير محتكرة أو مقتصرة على فئة من الفئات أو طبقة من الطبقات.
إن المعادلة التي صاغتها أدبيات الحداثة البعيدة كل البعد عن التحديث في صيرورته الطبيعية، توهم بأن كل نص له جنبة إبلاغية أو مباشرة هو نص خطابي يتضاد وطبيعة اللغة الشعرية؛ مما أدى بالكثير من الشعراء ممن كانت لهم بدايات مشرقة تعد باستشراف إبداع نوعي يقعون فريسة «المعادلة» المذكورة، لينتجوا في النهاية نصوصاً «نخبوية» تخلو من الإمتاع الإبلاغي «الشعبي» ظانين أن نصوصهم الفاشلة شعبياً يمكن لها أن تعتذر لنفسها تغطية لفشلها بمقولة ”وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ“.!
المتنبي نفسه الذي سارت أبياته مسار الأمثال على ألسنة الناس، لم يتجاهل النخبة من أهل الأدب والنقد، بل ضمن لهم «السهر والخصام» حول شعره لاستكناه معانيه ومضامينه العميقة المنفتحة على القراءات.
فالشعر الناضج كما نعرفه «نحن العرب» وكما يقرره المتنبي باعتباره واحداً منا و«خرِّيت الصناعة» كما يقال، هو في المقام الأول «شعبي» التأثير، ذو لذة مباشرة تغري السامع بالاستماع، وهو في الوقت نفسه «عميق» يغري المتخصصين بالسهر ويدفعهم إلى التخاصم والاختلاف حوله وفيه وعليه لا عنه.
والمتنبي - مثالنا - هو «نحن» بمقدار تحقق «أناه»، ونصوص «حيث أنا» هي «نحن» في اعتصام «أناها» بلغة محببة إلينا في زمن كره فيه كارهون «شعبيتَنا» وسخروا من الجانب الإبلاغي الممتع في لغتنا الشعرية.. إنه زمن يُحسب فيه لنصوص «حيث أنا» التماهي في ال «نحن» وتقدر لها الجرأة الواعية التي لا تبالي بعزوف «زخرف القول» عن مدحها وإطرائها، مادام خيار ال «أنا» له جذور بعمق ال «نحن»، ومن كانت جذوره على الشاكلة تلك، ففروعه ستنمو وتصل إلى عنان السماء، وهي حقيقة أو رؤية التقطت إشارتها - كما مر - من سيمياء الحرف في لوحة الغلاف قبل الدخول إلى فضاءات المجموعة.
إن «العودة إلى الذات» المشعة تكرس الحضور الوجودي، وهي ليست نكوصاً كما ظلت تلمح وتصر على ذلك أدبيات الكارهين الذين رددوا مقولة: ”اقتل أباك“ استنساخاً لتجارب غير متطابقة مع حيثية ال «نحن» وهي لهذا السبب غريبة وغير مستساغة لحيثية ال «أنا» ومن هنا حدث النفور والانكماش من جهة كما حدث الجذب والانجذاب من جهة أخرى.
لا شك أن القراءة ليست شرحاً استقصائياً للمقروء، بل هي سياحة في فضاء النصوص تدعو السائح إلى التقاط ما يستثيره أو يلفت نظره فيه ليعود بلقطاته إلى عرضها على من يلتقي معهم في الميول والاهتمام أو ليشاركه الآخرون في الاسستمتاع بما التقط أو صوَّر، وهذا هو الهدف المرجو من القراءات، أما الشروح والدراسات المطولة فلها حيثياتها ومساراتها الخاصة.
ولذا سألتقط من النصوص ما يغذي العنوان الفرعي وما يصب في بوتقة عنوان القراءة وهدفها الأساس:
- أولاً: حضور المقدس والمناذج العليا والتراث:
إن النهل من القرآن الكريم والحديث الشريف اقتباساً أو إشارة أو استلهاماً لرؤاهما، فيه تأكيد على الاستمساك بجذرية ال «نحن» لترسيخ ال «أنا» وتنمية فروعها، وهو أمر يزعج «الحداثيين» لا التحديثيين أو التجديديين حين يرون شاعراً يضرب بمقولاتهم وتنظيراتهم النقدية عرض الحائط من الناحية العملية فيلجأ إلى جذوره ليستقوي ويستأنس بها، كما فعلت - بعناد وإصرار - نصوص «حيث أنا» فظلال النص القرآني حاضرة في استحضار شخصية النبي يوسف - - كما جاء في نص «ما قال شيطان جرير»:
”قلتُ أخطأتي فإني يوسف / ذاك شيطاني المسمى بجرير“ [3]
ف «يوسف» لا يقع فريسة الإغراءات، وعلى صعيد المعجم والمفردات نجد ذلك في قوله: ”فلك الشوق دنا فتدلى“ [4]
وفي قوله: " لأن عيني أومأت هيت لك [5] :
ونصيب الحديث الشريف نجده في قوله:
" خلتها سحراً غريباً / قد أثارت مستكنات الخفايا
/ قبلة تعدل عمري / إنما الأعمال حقاً بالنوايا " [6]
وفي قوله:
”تريك ما لا أعين قد رأت / من خصرها من نهدها الكاعب“ [7]
وفي المزج بين النماذج العليا والترات تحضر حكمة الشاعر البصير أبي العلاء المعري بين عصاه وعصا موسى - -:
”وهناك نقرأ للمعري حكمة / عاشت بسقط الزند دهرا / لم نجد في عالم الأحياء من يُهدى بها / فكأنها كعصاته / وكأننا من تيهنا / نمشي على شوك / فيا قبح البصر“ [8] فمن مفردة التيه «تيهنا» التي تلت مفردة العصا «بعصاته» نستشف الإشارة التلميحية إلى عصا موسى المنقذة من التيه تيه فاقدي الحكمة من معدومي البصيرة الذين استثاروا لغة النص واستفزوها لتتوجع من «قبح البصر»..!
- ثانيا: اقتباس نص حديث وضرب عصفورين بحجر واحد:
حين يقتبس نص «أنا لا أنت من يشاء» شطراً من قصيدة الشاعر المعاصر السيد مصطفى جمال الدين، ويكون الغزل موضوع المقتبس في قول السيد المعمم:
”تقول لي ليلى وقد زرتها“ [9]
فإن للاقتباس هذا وظيفتين:
الأولى هي بمثابة رد على رافعي شعار «اقتل أباك» من النقاد «الحداثيين» الذين لم يتعبوا من جلد الذات ومن مصادرة القيم الجمالية من جذورنا وتراثنا الغنيين بها، فهم يدعون - بقصد أو بدون قصد - أن «أبانا» وهو رمز تراثنا وجذورنا الثقافية والرؤيوية فاقد الإحساس بالجمال يحبس بتزمته حريتنا ويصادرها فيحرم علينا أن نتغنى بالجمال، فلا مناص - والحال هذه - من قتل الأدب ودفنه للتخلص من الكابوس الجاثم على صدورنا لينطلق مخيالنا الجمالي ويحلق بلا قيود في فضاء الإبداع الفسيح..!
هنا تكون للمقتبس وظيفة ومحل عزيز من الإعراب يصدم «أَعراب الحداثة» لأنه خرج من عباءة سيد معمم - وما أكثر السادة المعممين الذين أدهشونا بنصوص قد لا يجرؤ على إنتاجها أو التفوه بها حتى بعض الشعراء السائرين في ركب «أعراب الحداثة» والمهتدين برؤاهم وإرشاداتهم - فالمقتبس جاء ليعري التهمة ويثبت فشلها في دعوى احتكار التغني بالجماليات لأصحابها.
أما الوظيفة الثانية للمقتبس فهي داخلية تهدف إلى تكميم أفواه الجهلة المتنسكين الذين يقفون موقف الضد من التغني بالجماليات في إطارها المباح، فقد قرر الفقهاء أن الفحش من القول لا يصدق عليه أنه فحش ولا يكون محرماً إلا إذا كان القول أو الغزل تشبيباً وذكراً لفتاة بعينها مما يؤدي إلى هتكها وهتك ذويها من الناحية الاجتماعية وهو أمر مجمع على تحريمه فقهاً وقانوناً على حد سواء.
أما التغزل بالمفاتن دون التعيين لا حرمة فيه ولا يقول فقيه بحرمته، لكن الجهلة المتزمتين ينطلقون من تزمتهم غير المستند إلى دليل في الحكم على الأشياء، واستحضار نص غزلي لفقيه أو عالم دين معمم أو الإشارة إليه من خلال المقتبس كفيل بتكميم أفواه المتزمتين وكفيل ببيان مشروعية التغني بالجماليات ذلك التغني الذي احتفلت به نصوص «حيث أنا» احتفالاً كبيراً في فضاء المجموعة.
- ثالثا: حضور الاجتهاد الكلامي لإغناء النص بالرؤية والاحتفال بها:
تحسب للشاعر حين يضع ما اقتبسه في سياق نصي يحقق الانزياح الدلالي للمقتبس فيجدد من دلالته ليكون مستساغاً ومقبولاً وغير متضاد والرؤى العقدية كما جاء في قوله:
”آتيك ليلاً أو نهاراً / قلتُ بل /“ ماشئتِ لا ما شاءت الأقدارُ " [10]
فهنا اجتهاد كلامي في توليد الانزياح الدلالي الذي يضع المشيئة في حيز الإرادة التي يمكن لها أن تتحقق بعيداً عن حشر القدر حشراً تبريرياً يضع فعل الإرادة في لبس يبعده عن الحكم المعياري؛ فحرف العطف «أو» في جملة: ”آتيك ليلاً أو نهاراً“ هو مفتاح القدرية التبريرية، ومقتبس: ”ماشئت لا ما شاءت الأقدار“ هو القفل الذي انكسر فيه ذلك المفتاح الذي يجنح للتخلص بواسطة «أو» من الإرادة في مسؤوليتها ومحاولة ترك الاحتمالات مفتوحة لإلقاء اللائمة على تصرف الأقدار.
إن الاشتغال على الرؤية الكلامية داخل النص الشعري فيه دفع وإبطال لتهمة الخواء وأمثالها من التهم المجانية التي لا يشبع «أعراب الحداثة» من إطلاقها على النصوص التي لا تخضع لشروطهم من حيث الإبلاغية في لغتها ومن حيث الرؤيوية في محمولاتها طرفة عين.
في نص «أجبني أيها القطيفي» قوله:
”أحبك قلتُ: / لم أحبب فتاة / كحبكِ... / والهوى يحلو / «قطيفي»“ [11]
يتماهى الحب في تورية لطيفة بين هواه المقطوف و«قطيف» هواه، بين الفتاة والأرض وكلاهما سكن واستقرار وطمأنينة ومحل انبعاثات مشاعر الهوى وتأججاتها، وهذا ما أدى إلى تحقيق شعرية التورية في النص، بمعنى أن النص تمتع بجنبة إبلاغية ملتهبة تستثير المتلقين بمستوياتهم الثقافية المختلفة، كما تمتع بغنى نصي وفره السياق الدلالي لكلمة «قطيفي» ليكون السياق المذكور محل اشتغال القارئ النخبوي في مجاله النقدي التخصصي، فلا مانعية جمع - على حد تعبير المناطقة - بين صفتي الجماهيرية والنخبوية من حيث التنظير ومن حيث العمل الإبداعي المنجز.
وفي نص «اخلع جنتك واحرقني» يطالعنا بيت أرشحه ليكون مثلاً شعرياً يجري على ألسنة الناس مجرى الأمثال وهو قوله:
”كلنا يلبس تقواه قناعاً / غير أنا سيدي حقاً عراة“ [12]
فالقول الشعري السائر تكمن شعريته في تنقله بين ألسنة الناس واستحضاره عند توفر سياقه في ممارسات حياة الناس اليومية، كما كان لصاحبنا المتنبي حظ وافر من شعرية المثل وهو الذي سارت كثير من أشعاره مسار الأمثال.
إن القول لا يجري على ألسنة الناس إلا إذا كان واضحاً لهم ويغذي حاجتهم ويلبيها في استحضاره، كما أن الوضوح لا يعني خلو النص الواضح من الطبقات الدلالية العميقة المتروكة للنخبة من أهل الاختصاص لقراءتها في جزئيات النص بنائياً أو من خلال السياقات المتشابكة التي تنتج الدلالة على صعيد الجملة في النص أو النص في المجموعة الشعرية أو على صعيد العمل كله من حيث المجموع وهذا الأمر - كما تقدم - من طبيعة عمل أهل الاختصاص ليس غير.
نقاط وشواهد أخرى دونتها في تقميشاتي يمكن إيرادها للدلالة على المطلوب، غير أني أرى الاكتفاء بالقدر المتقدم لإيفائه وتحقيقه الغاية من القراءة، فليس الاستقصاء من غايتها، وغايتها قد تحققت في الدلالة على إمكان الجمع بين الجماهيرية والنخبوية للنص الأدبي ولا مانعية من تحقق الجمع واقعاً، بل إن المسار الشعري في منتوجه الناضج قد حافظ على الجمع بين الصفتين، وما تيار الحداثة - ولا أقول التحديث أو التجديد - في مرئياته التي تتصادم والجمع المذكور سوى جملة معترضة لا محل لها من الإعراب، ولذلك يحسن بشعرائنا الشباب أن ينسجوا على منوال الجمع بين الصفتين، ليشمل جمهورهم - نتيجة إبلاغيتهم الشعرية - الناس كل الناس على مختلف طبقاتهم المعرفية ويأخذ المتخصصون نصيبهم من العمق النصي الذي يفتح شهيتهم على القراءات.
إن نصوص «حيث أنا» باعتبار احتفالها بالإبلاغية وتمتعها بها، مع إعطاء فسحة للنخبة في التحرك القرائي، تدعونا كشعراء شباب قد خضعنا نوعاً ما لإملاءات الحداثة أن نراجع ما أنتجناه من أعمال شعرية متأثرة بها، وأن نجعل من الإبلاغية والإمتاع الفوري العام مقياساً لنجاح نصوصنا وتمتعها بالشعرية، وأن نبحث عن نجاحنا في دقات قلوب الناس وفي الابتسامة التي ترسمها نصوصنا على وجوههم وفي ذهاب جملة من نصوصنا ذهاب الأمثال السائرة يستحضرها الناس بتلقائية غير موجهة وغير واقعة تحت تأثير خارجي لا علاقة له بالشعر والأدب، كما أننا بما لنا من جذور عميقة غنية أدبياً وفكرياً، نستطيع أن نغني نصوصنا باللغة الفذة وبالرؤى التي تصنع لها عمقاً يغري النقاد ويدفعهم إلى قراءتها.
أخيراً صاحبَ «حيث أنا» اثبت على حيث أناك، ف «حيث أنا» موضوعة جديرة بالثبات عندها والانطلاق منها في اجتراح اللغة المتوهجة وفي استكناه الرؤى العميقة في نصوص قادمة تساهم في إعادة الشعر إلى ألقه المعهود، فإذا حضر الشعر حضر الجمهور، وإذا غاب الشعر غاب الجمهور.