آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:07 ص

تجليات رمضانية - 11

الشيخ حسين المصطفى

الصوم مرتبط بنشر مكارم الأخلاق بين الناس يقول الرسول الأكرم ﷺ: ”أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ، وَمَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ خَفَّفَ اللهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ، وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً أَكْرَمَهُ اللهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ قَطَعَ اللهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ“.

لو رجعنا إلى مقاصد دعوة الرسول الكريم ﷺ لأدركنا بعد رسالته التي تستهدف بناء عقل أخلاقي في المجتمع المسلم.

وما نراه في رمضان من سلوك الصائمين، ندرك عدم انعكاس روحانيته على الناس، في سلوكهم العام، مما يجعلنا نؤكد على أننا من غير الممكن - اليوم - أن ننمي الحس الخلقي لدى الناس من غير أطر ومؤسسات تخصص جهودها لنشر الفضيلة والأخلاق الإسلامية.

وما نصرفه من ملايين طائلة في بناء المساجد والحسينيات لا يتناسب مع محصلة الأخلاق في البيت والشارع والأماكن العامة عند شرائح مجتمعنا..

إنها محصلة مخيبة للآمال بكل المقاييس. فمعظم الخطط التنموية في مجتمعنا لا تعكس أي اهتمام بالمسائل الروحية والأخلاقية. بل نلاحظ في الآونة الأخيرة أنَّ المسائل الروحية والأخلاقية أصبحت موارد استرزاق واستغلال عند البعض من فئات المجتمع. يقول الرسول الكريم ﷺ: ”لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له“.

وحين يصاب مجتمع بالشلل الأخلاقي فإنه يفقد السيطرة على مواجهة الانتكاسات في مجالات الحياة المختلفة.

علينا أن نعيد انتاج رمضان بشكل يليق بأخلاقية الإسلام وروحانيته وعالميته.

ولنستذكر المعين الأخلاقي من القرآن الكريم:

- ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا..

- ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ..

- ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا..

- ﴿لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا..

- ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ..

- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ..