آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

الشيخ البن سعد: آلام طفولة الأبوين تدفعهما إلى ممارسة الدلال على أبنائهم

جهات الإخبارية جمال الناصر - الأحساء

أشار الشيخ عبدالجليل البن سعد إلى أحد الدوافع التي تدفع الأبوين أو أحدهما إلى تدليل طفلهما الزائد، يعود إلى آلام الطفولة التي عاشها الأبوين أو أحدهما، كالتعرض لضغوط شديدة ورغبات مكبوتة مما تنعكس تربويًا على الأبناء.

وأوضح بأن لها شكلان مُتغايران، أولهما المُعاملة بمثل ما تعرضوا لها من مُعاملة وثانيها أن تُفتح لهم الحرية المُطلقة، مُؤكدًا أنه في الشكلين سينتج خلالهما شخصية غير سوية، لتضيع الشخصية والمواهب ما بين الإفراط والتفريط.

وأكد أن تدليل الأبوين لطفلهما قد يقوده إلى العدوانية صغيرًا مع رفاقه، وكبيرًا مع زوجته وأهله والفشل مُستقبلاً.

وبين أن المقصود بالدلال والتدليل يكمن في زاويتين، أولها يُعنى بالظواهر العامة التي تشكلت في المُجتمعات كتمييز الطفل الوحيد والفكر وآخر العنقود أو تمييز الذكر من الإناث، مُنوهًا إلى أن هذه الظواهر تُعرف في كثير من البيئات الإسلامية منها وغير الإسلامية.

وأشار إلى أن هناك دلال يُعنى في بعض الحالات الخاصة التي تبدو من بعض الآباء والأمهات، وإن لم يكن طفلهما بكرًا أو وحيدًا أو آخر العنقود، لافتًا إلى أن الحالة في عرف الاجتماع أقل نسبة من الظاهرة.

وقال: إن من أسوأ حالات الدلال هي نيابة الأبوين عن ابنهما في كل صغيرة وكبيرة ليعفونه من القيام بأكثر الأعمال، التي تنتظره ويكفونه مؤونة التفكير حتى في نفسه، لتأتي النتيجة التي تجعل منه إنسانًا اتكاليًا وضعيف العمل وضعيف المُواجهة.

وتطرق إلى المزاج العاطفي الذي أعتبر الأبرز سببًا، واصفاً إياه بضعف التحكم في العواطف حيث لا يُستطاع بوجوده عقاب وتأديب - الأبناء - عند الضرور ة.

ولفت إلى أن بعض الأمهات تُدلل طفلها من منطلق الإشفاق نتيجة لقسوة الأب، وكذلك الآباء يقومون بتدليل طفلهما نتيجة لإهمال الأم بدرجة كبيرة أو يكون التدليل نتيجة عن عاهة أو مرض، وقال: ”هذه حالة من حالات التدليل قد تخفى على التربويين، وقد قرأت كثيرًا من الدراسات التربوية، فوجدتها لا تصنفه عاملاً من عوامل التدليل“.

وأشار إلى أن الطفل المُدلل ليس الطفل الذي يحظى بالعناية الزائدة ولا من يُشغل اهتمام والديه، حيث أنه أمر يُقدر بقدر الظروف والظروف لا حد لها، مُوضحًا أن حاصل التدليل أن يندفع الأبوان أو أحدهما في محبة طفلهما والعطف عليه بشكل لا يبقى من الحب لغيره شيء بل حتى لنفسيهما.

وبين أن المحبة تختلف جملة وتفصيلاً عن التدليل لأنها تُمثل وضعًا طبيعيًا، مثل انشراح النفس لبعض الأبناء نتيجة لتميز في دينه وأخلاقه وذكاءه، ”هذا ليس من التدليل ولكنه من التميز بحق“.

ونوه إلى أنه من أغرب ما سجله التربويون كأمر سلبي، هو انشغال بعض الأزواج بحب ابنهما عن المودة المُتبادلة بينهما، ليضع حدًا لتدليل أمه لأبيه وأبيه لأمه، داعياً إلى العمل تربويًا بقانون المُكافأة - الدعم والتشجيع -، مُؤكدًا بأنها التربية الصحيحة حيث تكون بشكل يُحفز ويُشجع إخوانه لا أن تستعديهم عليه، ”ينبغي أن تكون علاقة الآباء مع الأبناء علاقة بمُستوى الصداقة لا بمُستوى الدلال السلبي“.

وشدد على معرفة المخاوف التربوية للتدليل، مُطالبًا الآباء بأن يتأملوا العواقب النفسية والاجتماعية للدلال، مُؤكدًا مآل الطفل المُدلل بأنه ينتظر من الآخرين خدمته والقيام على راحته.

وأشار إلى أنه حيالها سيشعر بالزهو والتفوق الكاذب، ليتعرض للفشل وربما قاده إلى السلوك العدواني صغيرًا مع الرفاق وكبيرًا مع الزوجته والأهل.