سيدات يصفن تجاربهن مع تاتو الحواجب.. ورجل دين يوضح الحكم
دائماً ما كانت المرأة عبر العصور تسعى لطرق باب الجمال وإخفاء العيوب، فتوقفت ”جهينة الإخبارية“ لعرض تجارب سيدات قمنا برسم التاتو, وتسليط الضوء على وجهات النظر من الجانب الديني والتجميلي والنفسي.
وذكرت رحاب صالح أن جميع تجاربها للتاتو كانت فاشلة وسيئة، نتيجة استخدام مواد مقلدة ومغشوشة.
وقالت فاطمة حسن أن ”التاتو“ يمثل لمسة جمالية إذا نُقش بطريقة صحيحة لدى خبيرة مؤهلة تستخدم أدوات أصلية غير مغشوشة، مشيرة إلى أن تجربتها الأولى كانت سيئة بسبب استخدام مواد ليست أصلية، بعكس تجربتها الثانية التي أتسمت بالنجاح - على حد قولها -.
وأضافت ”الأيام الأولى كانت مخيفة بالنسبة لزوجي وأولادي حيث يكون اللون شاذ على الوجه، ولكن مع مرور الأسبوع الأول تقشر التاتو واستقر اللون فبدأ تقبل المحيطين للتغيير الحاصل“، لافتة إلى أن زوجها يفضل الحاجب الطبيعي دون اللجوء إلى استخدام تقنية التاتو.
واستعرض الشيخ وجدي المبارك بعض الفتاوى حول ”التاتو“ لبعض المراجع المعاصرين، وقال ”إن السيد علي السيستاني يجوّز عمل التاتو للنساء في نفسه مستوجباً في ذلك ستره عن نظر الأجنبي إن عد زينة عرفاً، أما الشيخ الفياض فجوّز عمل التاتو بشرط أن لا يكون مانعاً من وصول الماء إلى البشرة في حال الوضوء والغسل وأن لا يكون مثيراً للشهوة، أما السيد صادق الشيرازي فجوّز للنساء عمل التاتو مع وجوب ستره على الأجنبي إذا عد زينة عرفاً“.
وتابع: ”أما السيد المدرسي فجوّز للنساء عمل التاتو بحيث أن لا يكون اللون حاجباً عن وصول الماء إلى البشرةالظاهر أنه كذلك فلا إشكال فيه بالنسبة للوضوء والغسل، بينما السيد الحكيم فجوّز للنساء عمل التاتو، ولكن لا يجوز إظهاره للأجنبي إن كان يعد زينة عرفاً“.
وذكرت خبيرة التجميل خلود الجراش التي تعلمت من خبرة والدتها، أن استخدامات التاتو كانت تقتصر على الحاجب والدقة أو الخال، ومع مرور الزمن تنوعت وتطورت ودخلت المجال الطبي والمجال التجميلي، ”مع تغير مفاهيمنا واختلاط الثقافات أصبح له منحيان وهما التجميلي والآخر ما يسمى بتكنيك المنقذ“.
وأكدت بأن جميع السيدات لهن تقنية معينة مختلفة عن الآخر ليتناسب معها وشكلها، مشيرة إلى أن المرأة ذات الحاجب الكثيف باستطاعتها عمل ”تاتو بطانة“، حيث تعمل هذه التقنية بعمل تخفيف حدة الحاجب وبالتالي يكسر حدة الملامح.
ولفتت إلى أن التاتو يستخدم لتحديد العين لإعطاء الرموش كثافة، ويمكن استخدامه لإخفاء بعض اللتصبغات الجلدية للمصابين بالبهاق أوالكلف والثعلبة، موضحةً أنه يعمل كتمويه للون فيتراء للناظر بأنه لون واحد للجلد، وبالمثل لجروح العمليات وتشوهات الحريق وتوريد لون الشفاه.
ونصحت باختيار المادة المرخصة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، ومن الشركة المعتمدة وليس من الموزعين، مشيرة إلى أن التاتو له أكثر من سبع تقنيات مختلفة، منوهةً أنه يجب عدم إزالة كافة الشعر والإكتفاء التشذيب فقط عند رسم التاتو حتى يبدو شكل الحاجب طبيعي.
وقال حسين آل ناصر - أخصائي نفسي أول -، أن التاتو واستخداماته ليس بالجديد وإنما كان موجودا منذ زمن بعيد وينظر له كعلاج للحسد والعين، لافتاً إلى أن كلمة ”تاتو“ حلت مكان كلمة الوشم وهنالك زيادة في التوجه إليه في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن بعض أسباب انتشاره كاهتمام بعض الأشخاص بمظهرهم أكثر من الآخرين وكيف يبدون أمام الآخرين، الذين يرون أهمية تقييم صورة الجسم ”لدى هؤلاء هدف جمالي وخصوصا عند النساء فلديهم معتقدات أكثر مرتبطة بالجمال وليس بالضرورة أن يكون السبب اضطراب نفسي“.
وأشار إلى أن طبيعة الوشم وموضوعه وموقعه قد يكون له أهمية، حيث أن بعض الدراسات وجدت أن هناك ارتباط بين هذه التعديلات في صورة الجسم كالتاتو وبين الاضطرابات النفسية واضطرابات الشخصية كالشخصية الحدية، وأخرى وجدت علاقة بين التعديلات الجسمية وسلوكيات إيذاء الذات كجرح الجلد وشد الشعر.