آخر تحديث: 25 / 4 / 2025م - 10:38 م

خمسٌ سمعتُها، علينا تجنبُها

سلمان العنكي

مقطع مرئي للمربي الخطيب المرحوم الأستاذ/ عيسى الحبارة، ذكر فيه خمس صفات ذميمة، لو وجدت أو إحداها فينا شانتنا وأبعدتنا عن أبناء مجتمعنا، ولن يقبلونا بسهولة. أتعرض لعناوينها بتصرف:

الأولى: الانفعال، الغضب، العدوانية:

إنها مفسدة للأخلاق مجتمعة ومنفردة. بيننا حسن الخلق أثناء المجالسة والمحادثة وعند التعامل، ظاهره الهدوء، أواه حليم، مدرسة تشتاقه، تتعلم منه القدوة والمثل العليا.

بمجرد موقف واحد مخالف لرأيه أو لا يعجبه، يعتبره استفزازًا وتحديا، فتنقلب موازينه رأسا على عقب. يستشيط غضبا، يمن بما أعطى، يهين من حوله.

”للأسف، تعرضت شخصيًا لمثل ذلك من معمم بحضور الأشهاد، وقد ناهزت وقتها الخامسة والستين. جئته باحترام مسلمًا، ليتني ما فعلت.. أشكوه لجعفر بن محمد من آل البيت الكرام .“

«يتابع عن صاحب الانفعال» يخاصم صديق العمر، يطلق زوجته دون شعور، يطرد أولاده، يقاطع الأرحام، لا يسلم منه جار، يعاقب من لا ذنب له. ”إنه أحمق.“ لا يعامل، لا يزاوج، لا يشارك، غير مضمون العاقبة.

الثانية: التدخل في خصوصيات الآخرين:

من يحرص بشدة لمعرفة الصغيرة والكبيرة وما لا يعنيه عن الغير: مرجعياتهم، أموالهم، رواتبهم، صداقاتهم، حديثهم مع زوجاتهم، صداق بناتهم، أسرارهم الخاصة، ما أخفوه من أمراض وهموم، الخلافات البينية، تركة موروثهم.

يسأل الشاب: ما تزوجت؟ ما خلفت؟ يأمر، ينهى: افعلوا، اتركوا. ”فضولي أو ما يسمى ملقوفا.“ يشمأز منه، تتحاشى رفقته.

الثالثة: «التباهي بـ» الإنجازات والأفعال والعجب:

البعض، متى حل وأينما كان، دوما يكرر عن نفسه: عملت، أنجزت، تبرعت، توسطت. في نظره يعجز سواه عما قام به.

إن كان صادقا ”فهو رياء منهي عنه“، وإن كان كاذبا ”فالمصيبة أعظم“. لا يصاحب، لا يجالس اختيارًا.

يا هذا، لا تنتقد، لا تسقط، لا تظن أنك الأحسن والأذكى، ”أبو المفهومية“، أسطورة زمانك!

يسمعك ولا يرد ثلاثة: مجامل لمصلحة، وتارك لأنك عديم الأهمية، وضاحك منك وعليك ينتظر ساعة الصفر ليشمت بك. وآخر يملك الجرأة فيخجلك ويفضح ما قلت، إن نطق بما يعلم عنك من حيث لا تدري.

الرابعة: السلبيات وكثرة اللوم:

«1» لا تكن كثير الشكاية، فضفاضًا عن أحوالك، تكشف المغطى. تذمرا تكبر ما صغر، تدعي كل العلل فيك بأنواعها، تعاني من آلامها، تخلق حالات لا أصل لها استعطافًا للقلوب. تتعب نفسك وتحرج سواك.

لوامًا في كل شيء: بسبب طارئ، نسيان، غفلة، أولويات، انشغال بمهام، ترتب عليه أثر... تحاسب المعني ”زيدا“، «وتقول» لم يسلم ”عمرو“، ما دعاني لزواج ابنه ”فلان“، لم يعدني في مرضي، ولم يعزني في فقيدي.

أحسن الظن، لا تتوجس، تناس، تغاض، اعذر، سامح، تحبب بقلب منفتح وصدر منشرح، وإلا كنت فردا وحيدا.

«2» منتم لمجموعات افتراضية مشاركاتك سلبية: تذكر المساوئ، تناقض نفسك، تحذر من العمالة الوافدة وأضرارها، تنادي بمقاطعتها، ووقت حاجتك تفضلها على أبناء بلدك! لماذا؟

تدخل السوق، تشتري منهم، تبايعهم، ولو تتبعت لانكشف لك غش أو ثمن باهظ أو نقص وقلة جودة مما توقعته! لماذا؟

تحرص على نقل الأخبار المحزنة، والمناظر المرعبة المقززة، والشائعات، والمواقف الفتنوية والتشهيرية، وما يفرق، كأنك درستها وتخصصت فيها، ولا يعنيك النافع الصالح! لماذا؟

الخامسة: لا تكن نتن الرائحة:

اعتن بنظافة ملابسك وجسمك «خصوصا فمك»؛ لينجذب مخالطوك إليك طوعا بدلا من الابتعاد عنك كرها. تعطر، تجمل في المجالس، في المساجد، في بيتك مع أهلك، وحتى وأنت وحدك. إن لهذا وذاك مردودًا نفسيًا وأخلاقيا واجتماعيًا.