الإرشاد الزراعي: الهالوك طفيل خطير ينهك النبات العائل وقد يؤدي لموته بالكامل

دقت مديرية الإرشاد الزراعي ناقوس الخطر محذرةً من التداعيات الخطيرة لانتشار نبات الهالوك.
وأكدت أنه يمثل تهديدًا جسيمًا للقطاع الزراعي، وبشكل خاص محاصيل الخضروات وبعض المحاصيل العلفية الحيوية.
وأشارت إلى أن هذا النبات، بصفته من الأعشاب الطفيلية الإجبارية المزهرة، يتسبب في إضعاف شديد للنبات العائل الذي يتغذى عليه، وقد تصل الأضرار في حالات الإصابة المتقدمة إلى موت النبات المصاب بالكامل، مما يهدد بخسائر اقتصادية فادحة للمزارعين.
وأوضحت المديرية في بيانها أن خطورة الهالوك تكمن في طبيعته الفريدة؛ فهو نبات يفتقر تمامًا للأوراق وبالتالي لا يستطيع القيام بعملية البناء الضوئي لتصنيع غذائه بنفسه.
وبدلاً من ذلك، يعتمد كليًا على اختراق جذور النبات العائل لامتصاص الماء والعناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنموه وتكاثره، مما يؤدي إلى استنزاف موارد النبات العائل وإنهاكه تدريجيًا.
وتتفاقم المشكلة، حسبما بينت المديرية، بقدرة نبات الهالوك على إنتاج أعداد هائلة من البذور الدقيقة التي تنتشر بسهولة في التربة، وتحتفظ بحيويتها وقدرتها على إحداث إصابات جديدة لسنوات طويلة، الأمر الذي يجعل السيطرة عليه والقضاء عليه تحديًا كبيرًا يتطلب إجراءات متكاملة ومستمرة.
وفي سبيل الحد من الأضرار الناجمة عن هذا الطفيل العنيد، قدمت الإرشاد الزراعي حزمة من التوصيات والإجراءات الوقائية والمكافحة التي ينبغي على المزارعين الالتزام بها.
وأكدت المديرية على أهمية استخدام أسمدة بلدية معالجة ونظيفة، والتأكد من خلوها تمامًا من بذور الهالوك لمنع إدخال العدوى إلى الحقول السليمة.
وشددت على ضرورة المراقبة الدقيقة للحقول واقتلاع أي نباتات هالوك تظهر بشكل فوري، وقبل أن تتمكن من الإزهار وتكوين بذور جديدة، لمنع انتشارها وتجدد الإصابة.
وأوصت المديرية باتباع ممارسات زراعية محددة للمساهمة في تقليل فرص إنبات بذور الهالوك الكامنة في التربة، ومن ضمن هذه الممارسات غمر التربة بالمياه لمدة لا تقل عن أسبوعين قبل الشروع في عملية الزراعة.
وأشارت أيضًا إلى فعالية تغطية سطح التربة باستخدام الأغطية البلاستيكية أو المواد العضوية المعروفة بالملش «Mulch»، والتي تعمل على حجب الضوء عن بذور الهالوك ومنع إنباتها.
إضافة إلى ذلك، نصحت المديرية بتطبيق نظام الدورة الزراعية، بحيث يتم تعاقب زراعة المحاصيل الحساسة للإصابة مع محاصيل أخرى غير قابلة للإصابة أو مقاومة للهالوك، مما يكسر دورة حياة الطفيل.
وفي الحالات التي تتطلب تدخلاً كيميائيًا، أوصت المديرية باللجوء إلى استخدام مبيدات الأعشاب المتخصصة والمعتمدة لمكافحة الهالوك، مع الالتزام بالتعليمات والإرشادات الخاصة بالاستخدام الآمن والفعال.
وأكدت مديرية الإرشاد الزراعي على الأهمية البالغة لنشر الوعي بين أوساط المزارعين حول مخاطر هذا النبات الطفيلي وأعراض الإصابة به، وضرورة تبني نهج استباقي يعتمد على الكشف المبكر والتعامل السريع والحاسم مع أي إصابات يتم رصدها.
وشددت على أن هذه الإجراءات مجتمعة تعد حجر الزاوية في حماية إنتاجية المحاصيل الزراعية والحفاظ على صحة التربة واستدامتها للأجيال القادمة.