آخر تحديث: 12 / 4 / 2025م - 3:47 م

خبير أمن سيبراني يحذر: تواريخ الميلاد الخاطئة تعرض الأطفال لمحتوى غير مناسب

جهات الإخبارية

أكد أستاذ الأمن السيبراني، الدكتور سلطان الشمراني، أن إدخال أولياء الأمور لتواريخ ميلاد غير صحيحة عند تسجيل حسابات لأطفالهم في الأجهزة الذكية والتطبيقات المختلفة، يمثل أحد الأسباب الجوهرية التي تُمكّن الصغار من الوصول إلى محتويات رقمية لا تتناسب إطلاقاً مع فئاتهم العمرية، مما قد يعرضهم لمخاطر متنوعة في الفضاء الرقمي.

وأوضح الدكتور الشمراني أن الشركات التقنية العالمية والمنصات الرقمية الكبرى تفرض بطبيعة الحال قيوداً صارمة مرتبطة بالعمر على أنواع المحتوى المتاح للمستخدمين.

وقال أن ذلك يأتي امتثالاً للأنظمة والمعايير الدولية الهادفة لحماية الأطفال، إلا أن تقديم بيانات عمرية مغلوطة عند إنشاء الحسابات يسمح بتجاوز هذه الحواجز الوقائية بفعالية، مما يفتح الباب أمام الأطفال للوصول غير المقيد لمواد قد تكون ضارة أو غير لائقة.

وأضاف الخبير في الأمن السيبراني أن المشكلة غالباً ما تبدأ حينما يقوم الآباء أو الأمهات بمنح أطفالهم أجهزة ذكية، ويتعمدون إدخال تواريخ ميلاد تجعل الطفل يبدو أكبر سناً بهدف وحيد هو تمكينه من تحميل مختلف التطبيقات والألعاب أو الوصول إلى المحتويات دون مواجهة أي قيود عمرية.

واشار إلى أن هذا الإجراء، الذي قد يبدو بسيطاً، يمنح الطفل فعلياً القدرة على استكشاف تطبيقات ومنصات ومحتويات غير مصممة لمرحلته النمائية وقدرته على الاستيعاب.

وشدد الدكتور الشمراني على أن الشركات والمطورين يعتمدون بشكل أساسي ومباشر على تاريخ الميلاد الذي يُدخله المستخدم لتحديد طبيعة المحتوى الذي يُعرض له وتطبيق مرشحات الأمان المناسبة.

وأكد على الضرورة القصوى لإدخال العمر الحقيقي والصحيح للأطفال عند إعداد أي حساب أو ملف تعريف لهم في البيئة الرقمية، سواء كان ذلك على مستوى نظام تشغيل الجهاز نفسه أو داخل التطبيقات المنفصلة.

وأشار إلى أن الالتزام بدقة هذه المعلومة الحيوية يضمن تفعيل آليات الحماية العمرية التي توفرها الأنظمة العالمية، ويساهم بشكل فعال في خلق بيئة رقمية أكثر أماناً وملاءمة للأطفال، كما يحدّ بشكل كبير من احتمالية تعرضهم لمشاهد أو معلومات أو تفاعلات قد تسبب لهم ضرراً نفسياً أو سلوكياً.

وفي ختام حديثه، وجه الدكتور الشمراني دعوة مباشرة لأولياء الأمور بضرورة ممارسة دور رقابي فاعل وحذر أثناء عملية تسجيل أبنائهم في مختلف التطبيقات والخدمات الرقمية، والتأكد بشكل شخصي من إدخال جميع المعلومات المطلوبة بدقة تامة، وعلى رأسها تاريخ الميلاد الصحيح.

وشدد على أن المسؤولية الأولى في حماية الأطفال وضمان سلامتهم في العالم الرقمي المتزايد التعقيد تبدأ من داخل الأسرة، باعتبارها خط الدفاع الأول والأهم.