آخر تحديث: 11 / 4 / 2025م - 12:44 م

حساسية الربيع.. تأثيرات خفية على الدماغ تتجاوز العطس والسعال

جهات الإخبارية

حذرت تقارير طبية حديثة من أن حساسية الربيع لا تقتصر تأثيراتها على الأعراض الجسدية الشائعة مثل العطس المستمر، انسداد الأنف، والسعال، بل تمتد لتشمل تأثيرات غير مرئية ومباشرة على وظائف الدماغ.

وأشارت التقارير إلى أن المصابين بهذه الحساسية الموسمية قد يعانون أيضًا من الإرهاق العام، الشعور بالدوار، وصعوبة ملحوظة في التركيز.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة ماريانا كاستيلز، وهي طبيبة متخصصة في أمراض الحساسية والمناعة بمستشفى بريغهام التابع لجامعة هارفارد المرموقة، أن هذه الأعراض المرتبطة بالدماغ يمكن أن تؤثر سلبًا على جودة نوم المصابين.

وأضافت أن اضطراب النوم بدوره يزيد من الشعور بالإرهاق خلال النهار ويؤدي إلى ضعف في الوظائف الإدراكية والتركيز.

وفسرت الدكتورة كاستيلز الآلية البيولوجية وراء هذه الأعراض، مشيرة إلى أنه عند استنشاق حبوب اللقاح المنتشرة بكثرة في فصل الربيع، يبدأ جهاز المناعة لدى الأشخاص المصابين بالحساسية في إفراز مادة الهيستامين الكيميائية بكميات كبيرة.

ويؤدي هذا الإفراز إلى حدوث التهاب في الأنسجة المختلفة بالجسم، بما في ذلك الأغشية المخاطية، مما يتسبب في ظهور أعراض الحساسية المعروفة.

ولفتت إلى أن عملية الالتهاب هذه قد تكون مسؤولة أيضًا عن شعور بعض الأشخاص بالصداع والتقلبات المزاجية خلال هذا الموسم.

ولتجنب هذه التأثيرات المزعجة على الجسم والدماغ، يقدم الخبراء مجموعة من الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها للحد من التعرض لمسببات الحساسية.

وتشمل هذه الإجراءات الحرص على إغلاق نوافذ المنزل والسيارة بإحكام، ومحاولة تجنب الخروج من المنزل قدر الإمكان خلال أوقات ذروة انتشار حبوب اللقاح، عادةً في الصباح الباكر أو الأيام العاصفة.

ويُنصح بالاستحمام وتغيير الملابس فور العودة إلى المنزل لإزالة أي حبوب لقاح عالقة، بالإضافة إلى استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنزل للمساعدة في فلترة الهواء من مسببات الحساسية.

ويلعب ارتداء النظارات الشمسية والقبعات ذات الحواف العريضة دورًا مساعدًا في تقليل وصول حبوب اللقاح إلى العينين والوجه عند التواجد في الخارج.

وفيما يتعلق بالعلاج، يمكن لمضادات الهيستامين التي تُصرف دون وصفة طبية أو بوصفة طبية أن تساهم في التخفيف من حدة الأعراض، لكن الخبراء يؤكدون على ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل البدء في استخدام أي دواء لتحديد النوع والجرعة المناسبين وتجنب أي تداخلات دوائية محتملة.

وشدد الأطباء على أن تجاهل أعراض حساسية الربيع، بما فيها تلك التي تؤثر على الدماغ، قد يؤدي إلى تفاقم حالة الإرهاق الذهني ويؤثر سلبًا على الأداء والإنتاجية في العمل أو الدراسة.

لذا، يعتبر اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة أمرًا ضروريًا للحفاظ على صفاء الذهن والتركيز والتمتع بصحة جيدة خلال موسم الربيع.