آخر تحديث: 12 / 4 / 2025م - 1:51 ص

دراسة: الصيام المتقطع يتفوق على خفض السعرات لفقدان الوزن

جهات الإخبارية

كشفت دراسة علمية حديثة أن اتباع نمط معين من الصيام المتقطع، يُعرف بنظام 4:3، قد يكون أكثر فعالية في تحقيق فقدان الوزن والمحافظة عليه على مدار عام كامل مقارنةً بالاستراتيجية الشائعة المتمثلة في خفض السعرات الحرارية بشكل يومي.

وتأتي هذه النتائج لتعزز الاهتمام المتزايد بالصيام المتقطع كأحد الأنظمة الغذائية الرائجة في مجال إدارة الوزن خلال السنوات الأخيرة.

ووفقًا لما أورده موقع ”مديكال نيوز تودي“ ”Medical News Today“، يُعرّف الصيام المتقطع عمومًا بأنه نظام غذائي يعتمد على تناول الطعام ضمن فترات زمنية محددة، وله طرق تطبيق متعددة، من أشهرها نظام 16:8 الذي يقضي بالصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال 8 ساعات، ونظام 5:2 الذي يتضمن تناول الطعام بشكل طبيعي لخمسة أيام والصيام ليومين غير متتاليين في الأسبوع.

أما النظام الذي ركزت عليه الدراسة الحالية، وهو 4:3، فيقوم على تناول الطعام دون قيود لأربعة أيام في الأسبوع، مع تقليل السعرات الحرارية بنسبة كبيرة تصل إلى 80% في الأيام الثلاثة المتبقية، شرط أن تكون هذه الأيام غير متتالية.

الدراسة التي نُشرت نتائجها في الدورية العلمية المرموقة ”Annals of Internal Medicine“، وأُجريت في كلية الطب بجامعة كولورادو الأمريكية، قامت بمقارنة فعالية هذين النظامين.

وشملت الدراسة 165 شخصًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، تم تقسيمهم عشوائيًا إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى اتبعت نظام الصيام المتقطع 4:3، بينما اتبعت المجموعة الثانية نظام خفض السعرات الحرارية اليومي بنسبة 34,3%.

وعلى امتداد فترة المتابعة التي استمرت لاثني عشر شهرًا، حصل جميع المشاركين في كلا المجموعتين على دعم متكامل شمل عضوية مجانية في صالة ألعاب رياضية، وجلسات دعم سلوكي جماعية، بالإضافة إلى إرشادات حول كيفية حساب السعرات الحرارية وتحسين جودة اختياراتهم الغذائية. كما تم تشجيعهم على ممارسة النشاط البدني لمدة 300 دقيقة أسبوعيًا.

وأظهرت النتائج النهائية للدراسة، التي أكملها 125 مشاركًا، تفوقًا واضحًا لمجموعة الصيام المتقطع. فقد نجح المشاركون في هذه المجموعة في فقدان ما متوسطه 7,6% من وزن الجسم الأصلي خلال العام، مقارنة بنسبة 5% فقط في مجموعة خفض السعرات الحرارية اليومي.

علاوة على ذلك، تمكن 58% من أفراد مجموعة الصيام المتقطع من تحقيق هدف فقدان ما لا يقل عن 5% من وزنهم، بينما لم تتجاوز هذه النسبة 47% في المجموعة الأخرى.

ولم يقتصر التفوق على فقدان الوزن، بل امتد ليشمل بعض المؤشرات الصحية الهامة. فقد لوحظ تحسن ملحوظ لدى مجموعة الصيام المتقطع في مستويات ضغط الدم الانقباضي، والكوليسترول الضار ”LDL“، والدهون الثلاثية، ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام.

في المقابل، شهدت مجموعة خفض السعرات تحسينات طفيفة في ضغط الدم الانبساطي ومستويات الكوليسترول الجيد ”HDL“، إلا أن بعض هذه التغيرات لم تصل إلى درجة الدلالة الإحصائية الحاسمة وفقًا للباحثين.

وتعليقًا على هذه النتائج، أشارت الدكتورة فيكتوريا كاتيناتشي، الأستاذة المساعدة في قسم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي بجامعة كولورادو والمشاركة في الدراسة، إلى أن استراتيجية تقييد السعرات الحرارية اليومي، رغم كونها الأكثر شيوعًا واستخدامًا لفقدان الوزن، تمثل تحديًا كبيرًا في الالتزام بها بالنسبة للكثيرين.

وأضافت أن الصيام المتقطع قد يقدم بديلاً يتميز بمرونة أكبر، مما قد يجعله أكثر فعالية لبعض الأشخاص على المدى الطويل.

وعلى الرغم من النتائج الواعدة التي أظهرتها الدراسة لصالح نظام الصيام المتقطع 4:3، أكد الباحثون على أهمية إجراء المزيد من الدراسات المستقبلية لتحديد التأثيرات بعيدة المدى لهذا النوع من الحميات، وخصوصًا فيما يتعلق بمدى قدرة الأفراد على الالتزام به لفترات أطول وتأثيراته الشاملة على الصحة العامة.