استشاري: 52% من إصابات الألعاب النارية تسبب ضعفاً بالبصر

أكد الدكتور سعد العنزي، الأستاذ المشارك واستشاري القرنية وعمليات تصحيح النظر، أن بهجة الأعياد والمناسبات الموسمية يمكن أن تتحول بشكل مأساوي إلى كوارث بسبب بعض العادات الخطرة، وفي مقدمتها استخدام الألعاب النارية.
وشدد على أن هذه الألعاب قد تتسبب في إصابات جسدية بالغة، وتحديداً في منطقة العين، حيث يمكن أن تصل العواقب الوخيمة إلى فقدان البصر بشكل دائم.
وأشار الدكتور العنزي إلى أن الألعاب النارية تعد من الأسباب الشائعة لإصابات العين الخطيرة، وكشفت الدراسات أن نسبة كبيرة من ضحاياها هم من الأطفال، واللافت أن الكثير منهم يكونون مجرد متفرجين وليسوا مشاركين فعليين في إطلاقها.
واستشهد بنتائج دراسة مقلقة أُجريت في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض على مدى العقدين الماضيين، والتي أوضحت أن 35,5% من المصابين جراء الألعاب النارية تعرضوا لتمزقات خطيرة في العين استلزمت تدخلاً جراحياً عاجلاً، بينما عانى 52,3% منهم من ضعف بصري دائم تراوح بين المتوسط والشديد، وفقد 6% من المصابين أعينهم بالكامل نتيجة شدة الإصابة.
وفي دراسة أخرى ركزت على الأطفال وشملت 115 حالة بين عامي 2003 و 2019، أوضح الدكتور العنزي أن متوسط أعمار المصابين كان تسع سنوات فقط، وأن 83,5% منهم كانوا ذكوراً، وكان نصفهم تقريباً من المتفرجين الأبرياء.
وحول أنواع الألعاب النارية الأكثر ارتباطاً بالإصابات، ذكر أن المفرقعات تصدرت القائمة بنسبة 40,9%، تلتها الصواريخ بنسبة 24,3%، ثم الأنواع الأخرى من الألعاب النارية بنسبة 23,5%.
ولإبراز خطورة المشكلة على المستوى العالمي، استشهد الدكتور العنزي ببيانات الأكاديمية الأمريكية لطب العيون التي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في إصابات العين الناجمة عن الألعاب النارية في الولايات المتحدة من 700 حالة عام 2016 إلى 1,200 حالة عام 2017.
وبيّن أن هذه الألعاب قادرة على إحداث طيف واسع من الإصابات البالغة للعين، قد تشمل حروقاً في الجفون والملتحمة، أو خدوشاً وتمزقات في القرنية، وربما نزيفاً داخل مقلة العين. كما يمكن أن تؤدي إلى تكون المياه البيضاء ”الساد“ بشكل سريع، أو تسبب تحرك عدسة العين من مكانها الطبيعي، أو ارتفاعاً حاداً في ضغط العين يُعرف بالجلوكوما الثانوية، بالإضافة إلى احتمالات حدوث نزيف أو انفصال في الشبكية، أو ضمور في العصب البصري، وصولاً في الحالات الأشد إلى فقدان البصر الكلي أو حتى فقدان العين نفسها.
وشدد الدكتور العنزي على أهمية معرفة خطوات الإسعاف الأولية الصحيحة في حال وقوع إصابة بالعين، مؤكداً على ضرورة عدم غسل العين المصابة، وعدم فركها أو الضغط عليها، وعدم محاولة إزالة أي جسم غريب عالق بها، وعدم وضع أي قطرات أو أدوية دون استشارة طبية.
وأكد أن التصرف الوحيد الصحيح والفوري هو التوجه مباشرة إلى أقرب طبيب عيون أو قسم طوارئ للحصول على تقييم وعلاج متخصص.
وللوقاية من هذه المخاطر، قدم الدكتور العنزي نصائح عملية تشمل تجنب الاستخدام الشخصي للألعاب النارية تماماً وترك هذه المهمة للمحترفين في العروض المنظمة، وإبعاد الأطفال كلياً عن أماكن إطلاقها مع توعيتهم بمخاطرها، وارتداء نظارات واقية عند التواجد بالقرب من أماكن استخدامها، والاعتماد على مشاهدة العروض العامة الآمنة بدلاً من شرائها وإشعالها في المنازل.
ووجه الدكتور العنزي نداءً إلى كافة أفراد المجتمع للاستمتاع بالمناسبات السعيدة بمسؤولية ووعي، والعمل على حماية نعمة البصر الثمينة، خاصة لدى الأطفال، مؤكداً أن العيد هو وقت للفرح وليس للحزن والندم على إصابات يمكن تجنبها بقليل من الحذر والالتزام بإرشادات السلامة.