فرحة العيد في عيون الأطفال.. كيف نصنع ذكرياتهم السعيدة؟

في عيد الفطر المبارك، تتجدد مشاعر البهجة والسرور التي تملأ قلوب الجميع، لا سيما الأطفال الذين يعدون الأكثر فرحًا بهذه المناسبة، لكن مع تغير أنماط الحياة وتطور المفاهيم الاستهلاكية، يبدو أن فرحة الأطفال بالعيد لم تعد كما كانت في السابق، حيث أصبح البعض يربط العيد بالماديات والعيديات ذات القيم العالية، متجاهلين المعاني الروحانية والاجتماعية التي يحملها هذا اليوم المبارك.
وكشفت المختصة في أصول التربية والمستشارة التعليمية والتربوية د. نجوى بنت ذياب المطيري، أن فرحة العيد ليست مجرد فطرة يولد بها الأطفال، بل هي سلوكيات مكتسبة من خلال غرسها في نفوسهم منذ الصغر.
توضح ”المطيري“ أن الأطفال يتأثرون بالممارسات التي يرونها في منازلهم، لذلك من المهم أن يكون الأهل قدوة في تعظيم شعائر العيد، سواء من خلال التحضير له أو تعزيز قيم الفرح الجماعي.
وتشير إلى أن إشراك الأطفال في تزيين المنزل، وتحضير الحلوى، واختيار الملابس، والمشاركة في الأنشطة العائلية كلها وسائل تساعدهم على استشعار فرحة العيد بشكل أعمق.
أحد أبرز التحديات التي تواجه فرحة الأطفال بالعيد اليوم هي ثقافة العيدية، حيث باتت بعض الأسر تعاني من عدم رضا الأطفال عن المبالغ القليلة مقارنة بما يحصل عليه أقرانهم، ما يعكس تغير المفاهيم الاستهلاكية.
وأرجعت ”المطيري“ ذلك إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة التوجه نحو المظاهر المادية على حساب القيم الروحانية والعائلية.
وأكدت أن الحل يكمن في إعادة ترسيخ مفهوم العيدية، بحيث تكون جزءًا من الفرح وليس مقياسًا له، من خلال التركيز على الهدايا الرمزية، وإشراك الأطفال في أنشطة العيد التي تعزز لديهم مشاعر العطاء والتقدير لما يملكونه.
واقترحت ”المطيري“ مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تساعد على إعادة البهجة إلى الأعياد، ومنها إشراك الأطفال في تجهيزات العيد، سواء بإعداد الحلويات أو اختيار ملابسهم بأنفسهم، وتنظيم مسابقات عائلية مثل تكريم الأطفال الذين حفظوا القرآن أو الأحاديث النبوية خلال شهر رمضان، وإحياء التقاليد المحلية مثل تبادل الأطباق مع الجيران، مما يعزز روح التعاون والمشاركة، وإشراكهم في توزيع زكاة الفطر، ليشعروا بأهمية العطاء ويقدّروا قيمة ما لديهم.
وأكدت أن الأطفال هم انعكاس مباشر لبيئتهم الأسرية، فكلما كان الأهل متحمسين للعيد وأظهروا مظاهر الفرح، انتقلت هذه المشاعر إلى أبنائهم. وتضيف: ”نحن نصنع ماضي أطفالنا اليوم، فكل لحظة بهجة نخلقها ستصبح ذكرى جميلة تظل معهم مدى الحياة“.
واختتمت حديثها بتوجيه رسالة للآباء والأمهات بضرورة التخطيط لفرحة العيد، سواء من خلال تخصيص وقت للعائلة، أو الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية، أو إشراك الأطفال في الأجواء الاحتفالية، حتى يكون العيد مناسبة تربوية قبل أن يكون مجرد يوم للراحة أو المظاهر المادية.
?v=7NR8oS6avcQ