موعد مع البهجة
هل تفضل أن تحتفل بالعيد مع عائلتك، أم تراه فرصة لاستغلال الوقت في العمل الإضافي؟ هل العيد بالنسبة لك هو اجتماع الأحبة، أم يوم آخر في جدول مزدحم بالساعات الإضافية؟ أيهما يشغل بالك أكثر: الوقت أم المال؟ وما هو لون عيدك عادة؟
في زحام الحياة، يختار البعض أن يقضي العيد بين ضحكات الأهل وذكريات الطفولة، بينما يختار آخرون البقاء خلف المكاتب، متعللين بأن الفرص لا تنتظر. لكن أي الخيارين يجلب السعادة الحقيقية؟
"شخصيًا، وُلِدتُ وفي فمي ملعقة من فرح. أحب الأعياد، ويبرق قلبي حين أسمع تكبيرات العيد، وتزهر روحي عند رؤية الأحبة فرحين مستبشرين. ودائمًا أجدني على الموعد في أعياد عائلتي، ولم أكن غائبة إلا في تلبية واجب وطني حين قضيت أسابيع عديدة مع مرضى الكوفيد واحتفلت مع الطاقم الطبي في أحد المحاجر.
في بعض المنازل، يمر العيد مرور السحاب، لا يترك أثرًا ولا يبعث في الأركان دفء البهجة. لا يطرق الأبواب، ولا يملأ المكان بالضحكات، بل يبقى صامتًا بلا روح.
ماذا لو كان العيد أكثر من مجرد ملابس جديدة وطعام على المائدة وحلوى؟ ماذا لو كان العيد في الروح التي تنبض بالفرح، وفي الأوقات التي نخصصها مع من نحب، في اللحظات التي تخلق ذكريات تظل معنا أكثر من أي هدية قد نقدمها أو نتلقاها؟
في البيوت التي يعرف أهلها كيف يحتفلون، العيد ليس مجرد يوم على التقويم، بل حالة من السعادة التي تملأ الأركان. الضحكات لا تحتاج لدعوة، والموسيقى تمتزج بأصوات الأقدام الصغيرة الركض. العيد في هذه البيوت لا ينتظر الفرح بل يصنعه ويحتفي به..
الدراسات تؤكد أن الوقت الذي يقضيه الإنسان مع عائلته، ويستثمر فيه علاقاته، هو الأكثر تأثيرًا على سعادته على المدى البعيد. فالعيد ليس ثوبًا جديدًا، ولا موائد ممتدة بل هو اللحظات التي نمنحها قيمة، وهي السعادة الحقيقية.
ومضة من جبران خليل جبران
هَلَّ الهِلاَلُ فَحَيُّوا طَالِعَ الْعِيدِ
حَيُّوا الْبَشِيرَ بِتَحْقِيقِ الْمَوَاعِيدِ
يَا أَيُّها الرَّمْزُ تَسْتَجْلِي الْعُقُولُ بِهِ
لِحِكْمَةِ اللهِ مَعْنَى غَيْرَ مَحْدُودِ
كَأَنَّ حُسْنَكَ هَذَا وَهْوَ رَائِعُنَا
حُسْنٌ لِبِكْرٍ مِنَ الأَقْمَارِ مَوْلُودِ
عاد عيدكم يا أحبة