الفطرة بديلًا عن التربية.. نحو استقامة مستدامة
في عصر كثرت فيه النظريات السلوكية والتربوية، وما أكثر أن تدحض بعضها الأخرى. وبعيدًا عن كل هذا الكم من التضارب والتناقض بين ثالوث ”الخبرات السابقة والتراكمية: التراث“، والحاجات الآنية والعصرية ”الزمن الحاضر“، والتحديات المستقبلية.
أجد أنه من الواجب علينا برأيي النظرة بعين فاحصة لجدوى تلك النظريات ومدى صلاحيتها عبر الزمن. هل تغير حال المجتمعات سلوكيًا وتربويًا إلى الأفضل جراء هذه النظريات؟ أم أنه قد انتكس بفعل تداعياتها المتسارعة؟
لقد فشلت تلك النظريات فشلًا ذريعًا في القضاء على الحروب والأوبئة والأمراض النفسية والعقلية والسلوكية، بل وحتى في الحد من تأثيرها في حالات كثيرة.
ما أنا متأكد منه ولعل الكثير منكم يشاطرونني الرأي أن ”الفطرة“ هي العنصر الثابت والركيزة التي عاش بها الإنسان السويّ منذ فجر الخليقة، وهي باقية صالحة لكل زمن، وبعيدًا عن نظريات الاستنساخ والتغيير التي يتم طرحها والترويج إليها؛ لمآرب وأهداف خفية لا يسبر أغوارها إلا واضعيها.
التطور الفكري وتقدم الأمم حضاريًا لا يقاس بحجم التغيير إنما بنوعه. تأمل مثلًا في الحملات المسعورة لنشر مفاهيم ”ما يسمى بالمثلية: الشذوذ“ في سائر بقاع العالم. إن إحداث الهوّة بين الجنسين ”الذكر والأنثى“، وضرب جذور الأسرة، لتقوم العلاقة بين الجنسين على التصادم عوضًَا عن التكامل طريق نهايته الانحدار بالهوية الإنسانية واضمحلالها.
يسمو أفراد المجتمع ويرتقي التعليم إن بدأنا في تأصيل الأساليب والطرق وفق قيمنا، وحطمنا أغلال عقدة الاستيراد غير مجدي لكل ما هو جديد ومختلف، وإن كان لا يتناسب مع ما نؤمن به.
الثابت في نواميس الأرض هي الفطرة السليمة التي تعززها وتحميها سائر الأديان السماوية على مدى العصور، ولا بد لنا أن نحميها من كل محاولات الطمس والتغيير والانغماس في وحل الرذيلة بعيدًا عن الفضيلة.