كلمات مائية
1- الكاريكاتير شعرا:
«زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
أبشر بطول سلامة يا مربع
أبني حنيفة ألجموا سفهاءكم
ني أخاف عليكم أن أغضبا
والتغلبي إذا تنحنح للقرى
حك استه وتمثل الأمثالا»
هل رأيت رسما كاريكاتيريا بالكلمات أجمل من هذا الذي قاله جرير في هذه الأبيات؟!
2- الأدلوجيا:
«الأدلوجيا موقف من الحياة والإنسان والكون»
مرت زوبعة، زعم مثيروها موت الأدلوجيا، وصفق لها الذين يبدّلون مواقفَهم حسب هبوب الرياح، أو الذين يحسبون الأدلوجيا ضرعا مدرارا للمنافع وقد جف، أو الذين يحسبونها قميصا للزينة. وحين عرفوا أنها صراط شاهق لا يعبره إلا من أضاء اليقين في داخله بالقيم الإنسانية، التي تتطلب التضحية من أجلها، فروا، وهم يصفقون. بالإضافة إلى أن اتخاذ الموقف ليس سهلا؛ لأنه يحتاج إلى مخض الحياة مخضا واقعيا وفلسفيا نابعا من الإنسان ومتجها إليه، وليس كل فرد يستطيع القيام بمثل هذا العمل الشاق.
3- الولدنة، البغددة، الصهللة:
هذه المفردات الثلاث تفوح بزهو الشاب والحنين إلى أيامه الرغيدة، وقد تكون مفردة الولدنة أقرب الثلاث إلى الفهم، ولكن الذي يقرأ التاريخ يعرف أن البغددة اشتقت من بغداد أيام كانت جنة ثانية على الأرض، أيام قال الشاعر: «وسائل هل تريد الحج قلت له / نعم. إذا فنيت لذات بغداد» وهل تفنى لذات بغداد «ألف ليلة وليلة؟» أما مفردة الصهللة فهي معروفة شعبيا، وهي مأخوذة من الصهيل الذي تتفرع معانيه الرمزية إلى آفاق عديدة منها: الانتصار والفروسية والسبق، وهي أوسع معنى من أختيها، فهي تقال لمختلفي الأعمار، حتى من أناخت على كتفيه الشيخوخة. فالمفردات كما ترى تعني الحنين إلى ذاك الذي قال فيه ابن الرومي:
«فإذا تمثل في الضمير رأيته / وعليه أغصان الشباب تميد»
4- الحداثة هي ما ينقل المجتمع من وعي إلى وعي آخر:
أكرر دائما أننا لم نصل بعد إلى الحداثة، خلافا للزّاعقين بأننا نتمتع بأفيائها، ويكون ما أقوله مثار استغراب، بل دهشة من السامع، فهل ترى أن مجتمعا مازال راتعا بأفكار الماضي المضادة للعلم، ومازالت الخرافة «صفراء فاقعا لونها» ترعى في عشبه، هل تراه غيَّر وعيه؟! طبعا، هذا لا ينفي وجود أفراد، دلوجياأأ
في كل مجتمع، قد وصلوا إلى الحداثة بجهدهم الفردي، وتوقهم إلى البحث عن: «شمس تقيم في العيون».