هل حقاً أريد أن ”أموت فارغاً“؟!
هذا السؤال أصبح يراودني كثيراً بعد أَن رأيت التفاعل مع الموضوع: ”مت فارغا“.
بعد تفكير عميق شعرت بأهمية السؤال بالنسبة لي وأحببت أن أشارككم الأفكار التي دونتها.
1. كتبت السؤال ووضعته في إطار ووضعته على طاولة مكتبي لأراه كل يوم.
2. بمجرد أني بدأت كتابة كلمة «أريد» التي في السؤال، تذكرت قوله تعالى: ﴿وَمَنْ (أَرَادَ) الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾ [الإسراء: آية 19]، فهذه الآية من الآيات القرآنية التي تستوقفني كثيراً وأستعملها في بعض ورش العمل وخصوصاً تلك التي لها علاقة بالتخطيط. أسأل الله أن يوفقني لأعود للحديث عنها في موضوع مستقل.
3. إن مفهوم ”مُتْ فَارِغاً“ هو أعمق بكثير مما أثير في المقال السابق.
4. إن مفهوم ”مُتْ فَارِغاً“ أوسع وأعم من أن ننقل أفكارنا والمعلومات والمواهب والخبرات التي نملكها، إنه يعني أن نتجرد من كل التبعات والأثقال التي تثقل ظهورنا وبالذات التبعات التي للعباد.
5. عليَّ أن أُقَيِّمَ ذاتي:
· علاقتي بالله وبالوالدين؛ ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا (إِيَّاهُ) وَ (بِالْوَالِدَيْنِ ) إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا (فَلَا تَقُلْ) لَهُمَا (أُفٍّ) وَ (لَا تَنْهَرْهُمَا) وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: آية 23].
علاقاتي بالآخرين؛ ”الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره الله عز وجل فالشرك بالله، وأما الظلم الذي يغفره الله عز وجل فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عز وجل، وأما الظلم الذي لا يدعه الله عز وجل فالمداينة بين العباد“.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أولي الألباب الذين بشرهم سبحانه بقوله:
﴿(فَبَشِّرْ عِبَادِ) *الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: آية 17,18].