آخر تحديث: 16 / 10 / 2024م - 1:06 م

منطقة المِعدَان بالآجام مقصد مزارعي القطيف في الزمن القديم

طاهر بن محمد المدن *

سوف أتحدث في هذا المقال عن منطقة تاريخية تسمى المِعدَان وهي منطقة تقع جنوب شرق قرية الآجام والتي كانت مقصدًا للأجداد المزارعين في محافظة القطيف من قرية الجارودية وغيرها عند خلو الحشائش من مزارعهم في فترة الستينيات الهجرية تقريبًا وما قبلها في أيام الشتاء لانعدام وجود الحشيش في المزارع في وقت الشتاء بسبب البرودة القارسة ووفرته في المعدان لعدم ذهاب المزارعين لقطع الحشيش منه في باقي أيام السنة.

كان المزارع قديمًا بحاجة للحشائش باستمرار لإطعام الدواب في المزرعة، إذ كانت الدواب موجودة في المزارع وحتى البيوت، وقد كان المُزارع عند خلو الحشائش وعدم توفر الأكل للدواب يبحث حتى عن عروق الحشائش لإطعامها للدواب، يبحث عنها عبر الحفر في اليابور كما ينطق في بعض المناطق في محافظة القطيف أو الجابور كما يطلق عليه في بعض المناطق الأخرى وهو المسافة في الأرض التي تفرق بين الشُّروب. والشُّروب جمع لكلمة شُرب والشُرب هو المستطيل الذي يزرع فيه النباتات، أما بعد الستينيات الهجرية تقريبًا فانقطع الإقبال على منطقة المعدان لتغير الحال، ودخول الكثير من الناس في شركة أرامكو وغيرها من شركات القطاع الخاص وفي الدوائر الحكومية أيضًا.

المعدان عبارة عن خريس، والخريس في اللهجة القطيفية يعني المستنقع، ومكان تجمع الماء وكانت مقصدًا للمزارعين لحشيشها الوافر الذي ينبت فيها، وحاجة المزارع للحشيش هي لإطعامه للدَّبَش، والدبش هو مصطلح قديم في اللهجة القطيفية يطلق على الدواب التي منها البقر والغنم والدجاج، والحشيش الذي ينبت في المعدان يُطعم للبقر بشكل أساسي، وليس للغنم والدجاج. ومن أنواع الحشيش التي تنبت في المعدان: المَرَّانِي وهو الأشهر والنِّيم والنَّجم والفَرفَخ ونغل المراني وعروقه بيضاء ويخرج منه سائل يشبه الحليب والقُّصيب والعقربان والوَغَل وهو يشبه الشعير والحُوى العربي وقد يؤكل، وحوى الفرس وهو مر لا يؤكل، والبَربِير العربي ذي الورق العريض والبربير البلدي ذي الورق النحيف، والبِثبَاث وله نوعان: نوع يؤكل، ونوع ثاني لا يؤكل يُعطى للحيوانات. والخُبَّيز وهو كذلك نوعان: نوع يؤكل ونوع لا يؤكل يعطى للحيوانات والنَّشاب والكرفس والحمراء وله ثلاثة أنواع، والقِتَّيت وقد يسمى قِتَّيتوه وقد يؤكل والرِّيلا والهَرمَا والعَواقِيب والدَّسمة واليَنبُوت والعَوسَج والسَّوسَن الذي يشبه ورقه ورق الموز وهو بحاجة للماء ويطبخ السوسن قديمًا ويوضع على الركب للتداوي من أمراض الركب والمفاصل إذ كان العلاج بالحشائش شائعًا في الماضي لعدم وجود الأطباء وقد كان الريحان يوضع على الجروح أيضًا كإضافة جانبية.

يُغسل المراني الحشيش الأشهر ويُطعم للبقر بمقادير تسمى الحشات، والحشة تتكون من ثلاث نشلات والنشلة قطعة من الحشيش المُجمع مع بعضه ارتفاعها 30 سم وعرضها وطولها 7 سم ويعطى الحشيش للبقر ثلاث مرات في اليوم مع التمر والعوما والقت، كما يعطى الحمار الحشيش والتمر وينظف ويسبح ويحنى لتزيينه.

أشكر جدي الحاج عبدالله بن جعفر المدن على المعلومات القيِّمة التي كانت سببًا في كتابة هذا المقال.

كاتب مهتم بالتراث