الباحث السعودي حسن المصطفى: المملكة ترسخ مبدأ المواطنة وحرية ممارسة الشعائر
قال الكاتب والباحث السعودي حسن المصطفى: إن المرجعية الدينية الشيعية، حدثت بسبب فراغ عقائدي وغيبة الإمام الثاني عشر محمد المهدي، وهو ما جعل الأمور تؤول إلى الفقهاء.
وذكّر المصطفى، خلال حواره لبرنامج ”سؤال مباشر“، على قناة ”العربية“، بأنه في القرن الماضي كان يُطلق على مدينة القطيف ”النجف الصغرى“، وبعد ضم القطيف والأحساء إلى حكم الملك عبدالعزيز، حافظ الملك على أداء الشيعة لشعائرهم.
وعن أهم الفقهاء الشيعة الحاليين في القطيف، أشار المصطفى إلى منير الخباز، الذي يدعم دولة المواطنة، مضيفًا: توجد حوزات علمية في القطيف والأحساء وهي تحت نظر السلطات السعودية، ولا تخالف القانون.
وبيّن أن السعودية تُرسخ مبدأ المواطنة الشاملة وحرية ممارسة الشعائر وفقا لأحكام القانون، وأن الشيعة لا يريدون فقهاء يصطدمون بالدولة، أو يُحرّضون على حمل السلاح، متابعًا: من الممكن القبول بوجود فقيه محلي، شرط أن يدرك مفهوم الدولة وينسجم معها.
وأشار إلى أن دعوة الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي لفقهاء وعلماء عراقيين في مكة كان لها صدى إيجابي، ورؤية 2030 أنقذت الشيعة في السعودية من المتشددين الشيعة والسنة على حد سواء، وإلى نص الحوار:
وبالتالي كان على سبيل المثال أهل العراق يرجعون إلى الفقيه الموجود في البصرة أو الفقيه الموجود في الكوفة أو أهل المدينة يرجعون إلى الفقيه الموجود في المدينة المنورة أو مكة، لم تكن هنالك مرجعية مهيمنة كما هي الحال الآن، توصف بالمرجعية العليا هذا تاريخيا،
حاليا هذه المرجعية التي تكونت كمؤسسة لها أذرع، ولها هيمنة، ولها قوة فكرية وقوة فقهية ومالية، وهذه المرجعية بنظري الآن تواجه الكثير من التحديات، خصوصا أن هنالك جيلاً جديداً، هذا الجيل الجديد من أهم صفاته أنه دائما يطرح الأسئلة، ولا يقبلوا بالتسليم المطلق، يشكك ولا يقبلوا بالوصاية الأبوية وبالتالي مفهوم القداسة لديه كما كان موجودا لدى من كان قبله، لم يعد بتلك القوة، لا أقول إن جميع أفراد هذا الجيل هم سواسية، لأن هنالك أفراد وشباب لا يزالون يستمعون ويقولون سمعا وطاعة إلى الدعاة، إلى علماء الدين، إلى الفقهاء، لكن التغيرات التقنية، والدولة المدنية الحديثة، التبدل السريع في العلوم وفي المعارف، ووجود خطابات دينية لا يقبلها العقل، كل ذلك حد من تأثير الخطاب الديني عامة، والخطاب المرجع المرجعي أيضا، وهو الآن أمام تحد كبير في أن يجدد ذاته وفي أن يتغير وفي أن يتنازل عن بعض الصلاحيات التي هي بالأساس من صلاحيات الدولة، ويجب أن تعود إلى الدولة المدنية.
الأمر الآخر حوزة قم جعلها تظهر وتبرز في السنوات الأخيرة هي أن حوزة النجف ضعفت وضعفت تحديدا بعد وصول نظام البعث للحكم في العراق، والصراعات التي تمت ما بين الأحزاب الدينية وحزب البعث إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتحديدا حزب الدعوة الإسلامي، وعمليات الصراع الدموي التي حدثت، والإعدامات وما شابه، وتاليًا الحرب العراقية الإيرانية.
في ذات الوقت، حوزة قم استفادت بأنها أصبحت في نظام يؤمن بالإسلام كنظام للحكم بعد انتصار الثورة في إيران، هذا أعطى لرجال الدين دورًا أكبر من الناحية السياسية ومن الناحية الدعوية ومن الناحية الإرشادية ومن الناحية الفقهية أصبح الدين يتدخل في كثير من مفاصل الحياة وبالتالي أعطى حوزة قم هامشًا أكبر، وفي السابق كانت حوزة النجف هي مقصد العلماء وهي مقصد العلوم الدينية وكانت بها كبار الفقهاء مثل السيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي وغيرهم الكثير والكثير
وعندما ضعفت حوزة النجف هؤلاء الخوئي والحكيم والأسماء الأخرى التي كانت قوية بعضها توفي وبعضها تم محاصرته أو تضييق هامش عمله أو تدريسه أو اغتيال بعضه أبنائه، هذا كله صب في صالح حوزة قم التي بدأت تنمو وهاجر إليها كثير من طلاب السيد أبو القاسم الخوئي، ومن المفارقات مثلا أن من أبرز تلامذة السيد أبو القاسم الخوئي كانوا هم أبرز الأساتذة في حوزة قم.
هذا التحول من العراق إلى إيران، صب في صالح النظام الجديد في إيران، ولكن بعد سقوط نظام صدام حسين عادت حوزة النجف من جديد إلى الازدهار وعادت حركة الطلاب إليها والدارس، وبحوث الخارج التي هي بمثابة الدكتوراه، وهذه البحوث أضحت عددها أكبر الآن في النجف، وجعل لها قوة أكبر لدى عموم المسلمين، خصوصا أن حوزة النجف ليس لها ذلك، الطابع السياسي الذي اصطبغت به بعض ولا أقول جميع المرجعيات في حوزة قم، والوجدان العام لدى المسلمين الشيعة تجاه النجف أكثر، بسبب وجود مرقد الإمام علي بن أبي طالب.
صحيح في قم، هنالك مرقد السيدة فاطمة المعصومة أخت الإمام علي بن موسى الرضا، ولكن شتان ما بين علي بن أبي طالب وفاطمة المعصومة، مقام هذا أرفع من مقامه، هذه والآن مثلا المرجعية العليا التي ينظر إليها في العالم الإسلامي للمسلمين الشيعة هي في النجف وليس في قم وهذا يجعل أفضلية لحوزة النجف على حوزة قم.
عادة علماء الدين كانت دروسهم في المساجد في المناطق التي تحيط بهذا المرقد ويجلسون في حلقات، ويدرسون، ويأتي الطلبة ويلتحقون بهم، في نفس الوقت كان الزوار يأتون لهذه المدن من مختلف بقاع العالم، وعندما يأتون لهذه المدن، بعضهم يستقر ويلتحق بهذه الدروس، وبعضهم يأتي فيجد عالما فيجزي له بعض الحقوق الشرعية أو بعض الهدايا، ولذلك هذا خلق حالة أسميها اقتصاد المقامات الدينية
الشيخ عبد الكريم الحائري، كان السيد البروجردي، وكان السيد شريعة مداري كان السيد محمد رضا البيجاني وأسماء كثيرة.
أما في حوزة النجف، كان السيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي وسواهما، هؤلاء وجوده أساتذة كبار مثل الجامعات، عندما جامعة من الجامعات تمتاز بوجود علماء كبار، أجلاء لديهم متانة في العلم وفي الطرح العلمي لا أتحدث في السياسة، الآن هنالك عوامل سياسية أثرت لاحقا، لكن أنا أتكلم عن الحالة الكلاسيكية بمعنى فقهاء بمعنى أنهم قادرون على الإفتاء، عندما يأتيهم أي شخص ويستفتيهم في مسألة دينية، قادرون على أن يعطوا حكما شرعيا بطريقة محايدة غير مسيسة، هؤلاء استقروا في هذه المدن عندما استقروا في هذه المدن تكونت نواة لاجتماع ديني مع اقتصاد في تلك المناطق مع وجود زوار، مع تكاثر للطلبة العلوم الدينية، مع افتتاح بعض المدارس والحوزات الصغيرة هنا وهناك، كل ذلك أدى لأن تتشكل، إذا أضفنا لها العوامل السياسية قيام الثورة في إيران عزز متانة حوزة قم وضعف الدولة في العراق من الناحية السياسية، وإيران يهمها أن تكون لديها السلطة الروحية والسلطة الفقهية على شيعة العالم.
وهذه إحدى النقاط يعني التي دائما أنتقد فيها النظام في إيران، أن النظام في إيران يعتقد أنه ولي لجميع الشيعة في العالم، وهذا ليس بصحيح، والشيعة في أي دولة من الدول هم مواطنون في دولهم، وهم محكومون بالقوانين التي تحكم الدول التي يعيشون فيها، في السعودية، هم سعوديون وفي البحرين، هم بحرينيون وفي العراق، وهلم مجرة ولا دخل لإيران فيهم، ويجب لهذا الطموح أو لهذا التصور أن يتوقف، لأن هذا التصور يقوم على رابطة مذهبية، والرابطة المذهبية تعني تكوين عصب طائفي، ومعناه ذلك تقسيم المجتمعات على أسس طائفية ما بين سنة وشيعة وصوفية، وإلى آخره، في حين أن الرابطة الحقيقية هي رابطة المواطنة لا رابطة الدين والمذهب.
الشيء الآخر هي أن إيران من خلال تعزيز دور المرجعية السياسية أول مجموعة علماء أو مجموعة دعاة الذين يؤمنون بولاية الفقيه على سبيل المثال أو بالنهج الثوري حاولت تصدير خطابها إلى الخارج وخلق جيوب تستطيع من خلال هذه الجيوب أن تتغلغل إلى هذه المجتمعات وهذا حدث على سبيل المثال من خلال نموذج حزب الله في لبنان ومن خلال نماذج المليشيات الموجودة في العراق، ومن خلال بعض النماذج الخلايا التي تم زرعها في الخليج والتي ولله الحمد تم استئصالها والقضاء عليها بقوة القانون.
ميزتهم، كل واحد منهم من جنسية مختلفة مثل السيد علي السيستاني إيراني والسيد محمد سعيد الحكيم الذي توفي عراقي، والشيخ بشير النجفي باكستاني، والشيخ إسحاق الفياض.
بعض هذا التنوع، ولكن هنالك يغلب الجنسية الإيرانية بشكل أكبر، وهذا الأمر له أسباب سياسية، وجود دولة واضح، هذا السبب، والطلبة عندما يأتون ويدرسون بعضهم يقيم هناك ويستوطن مثلا من البحرين من العوائل الشهيرة، عائلة الغريفي هذه من العوائل العلمية من منطقة المنامة العاصمة في البحرين يوجد منهم علماء ذهبوا ودرسوا هناك، وعادوا إلى البحرين. وبعضهم استوطنوا العراق وأصبحوا عراقيين، هذا نموذج.
نموذج آخر يعودون إلى بلدانهم، يعودون للسعودية إلى البحرين، إلى الكويت، إلى لبنان. مثلا في لبنان لدينا نموذج الراحلين الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والسيد محمد حسين فضل الله، نعم هؤلاء كانوا من أبرز الطلاب اللبنانيين الذين يشار إليهم بالبنان والفقاهة، ودرسوا في حوزة النجف عندما أنهوا الدراسة، رجعوا إلى لبنان، وكانوا قيادات دينية بارزة في مجتمعاتهم، والسيد محمد حسين فضل الله تحديدا تحول إلى مرجع ديني عربي في لبنان.
طبعا هو لا يحدث الخمر ولكن الخمرة تحضر في الشعر الصوفي والعرفاني بوصفها خمرة العشق، هذا فضل الله وهذا تفكيره، وفضل الله كان يؤمن بضرورة العمق العربي للشيعة العرب أن هؤلاء مواطنون يجب أن يكونوا مندمجين في أوطانهم، وأن تكون علاقاتهم مع حكوماتهم على أحسن حال، وألا يكونوا رأس حربة في أي مشروع خارجي هذا من جهة.
من جهة أخرى عندما طرح السيد محمد حسين فضل الله مرجعيته لم يعجب ذلك الكثير من القيادات الفاعلة في إيران وتحديدًا في الاستخبارات الإيرانية في الحرس الثوري الإيراني وأنا أتذكر القصة وهنالك شريط تم تسجيله في غفلة من فضل الله حيث اتصل به هاني الصايغ وهو أحد الموقوفين المتهمين بالمشاركة في تفجيرات الخبر عام 1996 م، والتي سلمته كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتم تسليمه إلى المملكة، حيث اتصل الصايغ بمحمد حسين فضل الله وسأله حينها عن عالم دين اسمه الشيخ الأراكي، والذي كان رجلاً زاهدًا وتقيا ورعا ولكن كان كبيرًا في السن، وحوزة قم وقتها وجماعة المدرسين، رشحته للمرجعية، ولكن كان وضعه الصحي غير مؤهل فعندما اتصل بفضل الله وسأل فضل الله عن الأراك قال إن الشيخ الأراكي قديس يستسقى به الغمام، ولكنه لا يسمع، ولا يتكلم يعني حاله لا تؤهله لأن يتصدى إلى المرجعية، هذا الشريط انتشر انتشار النار في الهشيم، وكان الهدف منه إسقاط فضل الله، ليس حبا في الأراكي، لأن هاني الصايغ والمجموعة التي تقف معه، هم ليسوا من تيار الشيخ الأراكي، هم من تيار آخر، ولكن كان المقصود من ذلك هو اغتيال معنوي لفضل الله، السلاح الثالث الذي استخدم ضده هو السلاح العقائدي لأن فضل الله يعتقد أن فاطمة الزهراء لم يضربها عمر بن الخطاب ولديه بحثه التاريخي والعقائدي المؤصل في ذلك وهذه وجهة نظر عاقلة وراشدة، وأقرب إلى العقل والحقيقة، وأنا شخصيا مؤمن بهذا.
وعندما طرح وجهة النظر هذه لم يطرحها، هو الوحيد من علماء المسلمين الشيعة، بل هنالك أسماء غيره، ولكن أخذت واستخدمت ضده باسم الدفاع عن العقيدة والدفاع عن الزهراء، والزهراء براء منهم لأنهم لم يكونوا حبا لها ولكن كانوا كراهية في فضل الله لأنهم لا يريدون لمرجعية عربية أن تكون ومن أهم الشخصيات التي اشتغلت على هذا الملف، شخصية كويتية، أنا أعتبرها في سلوكها هذا، كانت مثيرة للريبة، وهو شخص اسمه عباس النخي، والذي كان إحدى القيادات الأساسية المؤسسة لحزب الله الكويت، وكان يقيم في إيران وفي قم، ما مصدر قوة عباس الدخي هي المال.
وعباس الدخي كان ذو مكانة اجتماعية ومالية وكان يصرف ويمول بعض الطلبة الخليجيين الذين ليس لديهم دخل كافي وكان الأكثر تأثيرا، وكان هذا التيار الذي ينتمي له كذلك هاني الصايغ، هذا التيار بعد وفاة الخميني لم يذهبوا ويبايعون خامنئي، اعتبروا خامنئي غير مؤهل إلى خلافة الخميني، واعتبروه أنه انقلب على نهج الخميني حتى كانوا يوصفون في أوساط تيار ما يعرف بخط الإمام الذين هم أنصار ولاية الفقيه، كانوا يوصفون بالواقفية وأنهم وقفوا على الخميني، ولم يذهبوا إلى من هو بعده.
هذا التيار اشتغل للأسف بغل وبحقد، وأحدث انقسامات حقيقية طالت المسجد الواحد والحسينية الواحدة، وحتى العائلة الواحدة، وأخرجت بيانات تفسير وتضليل وبيانات شتم
وجدت بعض الشخصيات التي أخذت لقب آية الله من دون أن تمتلك أي صفة فقهية، وإنما آية. الله وصلت للأسف الشديد لابتذل استخدام هذا اللقب.
وتوجد حوزات علمية في القطيف، وتوجد حوزة علمية في الأحساء، وهذه الحوزات تحت نظر السلطات، ولا تمارس أمراً مخالفاً إلى القانون ولكن الآن يجري العمل بهدوء على تنظيم المجال الديني لكي تكون جميع هذه الدروس، وجميع المناشط المرتبطة بالمساجد بالحسينيات بالخطابة كلها يكون لها قانون ينظمها ومرجعية تنظيمية هيكلية لدى مؤسسات الدولة بحيث لا يكون هنالك عينا أي شائبة.
والمسائل الكبرى المتعلقة بالحكومات هذه ليست شأن الفقيه الفرد، هذه شأن الدولة، والدولة هي من ترعى مصالح الناس المتعلقة بالسلم والحرب والمتعلقة بالسياسة المتعلقة بالقضايا الكبرى، هذه ليست شأن الفقيه، والفقيه في المسائل للعبادة.
وجميع هذه الوثائق أكدت على إنسانية الإنسان أولا، واحترام التعددية الثقافية والدينية، وهذا النوع من الفقهاء من نحن بحاجة له، ولسنا بحاجة إلى نوع من الفقهاء ينازع السلطان أو ينازع الدولة أو ينازع أجهزة الدولة مسؤولياتها، ويجب أن يعرف حدوده، وهذه الحدود ليس من باب التضييق، هذه هي حدوده لا أكثر ولا أقل، مثل الطبيب، الطبيب، هذه حدوده، المهندس، هذه حدوده، عالم الفلك هذه حدوده والمختص في هذا الشأن، هذه حدوده، البقية، هذا شأنه، الدولة والشعب.
الشيء الآخر عندما زار السفير السعودي عبد العزيز الشمري، هذه الزيارة الأخيرة. وزار المرجعين إسحاق الفياض، وبشير النجفي، هذه الزيارة لقيت أصداء كبيرة جدا، وثناء، حتى من بيت المرجعيات الدينية العليا، وهذا معناه. عندما يأتي الدكتور محمد العيسى إلى النجف، سوف تفرش له السجادة الحمراء ولا أبالغ لسبب أذكر مقطع إلى الدكتور محمد العيسى، تحدث فيه صراحة عن رفضه للتكفير ورفضه للتقسيمات الطائفية ما بين المسلمين.
هذا المقطع انتشر في النجف وفي لبنان، انتشار النار في الهشيم وشخصيا. وصلني ثناء على هذا المقطع، وبلغوني تحيات وسلام، وطلبوا مني أن أوصلها إلى الدكتور العيسى من شخصيات وازنة، ومن بيوت كبار المراجع.
فيما يتعلق بحسن نصر الله، هل مازال خطابي نفس التأثير كما كان عليه في عام 2006 اليوم موضوع حرب غزة على سبيل المثال هو الموضوع الأخير ما زال له التأثير ولا خطاب؟
وكنت قد كتب كثيراً في نقدي لسلوك حزب الله ما بعد 2006 وكيف تحول من مقاومة لبنانية يفترض بها أن تدافع عن أرضها إلى رأس حربة في مشروع خارجي تدخل في بعض البلدان وأحدث فيها عمليات إرهابية أو مشاركة بدعم لوجيستي أو تدريب ولك أن تعود إلى بعض المواد التي نشرتها في العربية أو في سواها من الصحف
وهذا الدور للأسف أضر كثيراً بالمجتمعات، وأنا لا أحب هذا التوصيف ولكن من باب الحديث الصريح أضر كثيرًا بالمجتمعات الشيعية في الخليج تحديدًا وصورها وكأنها طابور خامس وهذا أمر غير صحيح وهؤلاء مواطنون يوالون دولهم ومن انتمى لحزب الله أو أية خطابات نصرالله أو خطابات الحشد الشعبي أو خطابات كتائب أبو الفضل العباس وسواها هذه جيوب صغيرة لا يمثلون الغالبية الصامتة للأسف لأنهم كانوا يخشون من قوة السلاح، وكانوا يخشون من أمر آخر أيضًا ولكن الأمر الآخر اللهم لك الحمد أتت الرؤية وأنقذتنا منه كانوا يخشون من الأصوات المتطرفة التي كانت تكفرهم ولذلك كان هنالك انكماش للداخل وعندما أتت الرؤية قامت بعملية تنظيف للساحة من المتطرفين السنة والشيعة وقلبت الساحة وأحدثت خطاب وطني لذلك الآن صحيح صوت نصرالله عالي وصحيح يستمع جمهور كبير من مختلف الطوائف وستجد من يتعاطف معه حتى من البعثيين والقوميين واليسار والسنة والشيعة والعرب وغير العرب، ولكن من معرفتي بالمواطنين في الخليج صوته الآن أكثر انخفاض وأقل تأثير عليهم بسبب لا يريدون أن تحدث لهم مأساة أخرى وعرفوا أنهم سوف يستخدمون كحطب في صراعات إقليمية هم ليسوا جزءًا منها لأن أي تمدد للحرب أو توسع سوف يكون هنالك دمار.
السعودية ودول الاعتدال العربي جادة في دعوتها للسلام وحل الدولتين، الخطر الآن يأتي من التطرف الصهيوني الإسرائيلي حكومة اليمين المتطرف وعلى رأسهم سموتريتش بن غفير ونتنياهو ويأتي من ما يسمى بمحور المقاومة ورموزه وهذه الحرب التي لا نريد لها أن تقع وهذا مصدر الخطورة فعندما تقع ما الذي يحدث فأنا في رأيي كل شيء وارد وقد تتدخل إيران بشكل مباشرة وقد لا تتدخل وقد يحدث أي خطأ يؤدي إلى اشتعال المنطقة بأسرها وهنالك من يسعى لإطفاء النيران والآن مثلا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أنا أشبهه بإطفاء النيران الذي يتنقل من منطقة إلى منطقة من عاصمة إلى عاصمة من أجل إقناع هذه العواصم بأهمية تكوين رأي عام ضاغط على إسرائيل وعلى حماس من أجل القبول بالهدنة لأنه دون هدنة ودون مسار موثوق لعملية السلام المنطقة لا سمح الله مقبلة على شرًا لا نريده.