أفلام ورسالتك التربوية
في 6! يوليو 2023، تم عرض فيلم Silence of freedom. وقد أثار الفيلم تفاعلاً دولياً بين المعارض والمتفق مع محتواه ورسائله الضمنية لما احتواه الفيلم من حقائق صادمة لعامة الناس في الشمال الأمريكي وبعض دول العالم. وكذلك، أتذكر تفاعلات الجمهور مع فيلم أكشن قديم صدر عام 2008 تحت مسمى Taken 1. والفيلم آنذاك تصدر المبيعات في شباك السينما الأمريكية. وكان الفيلم يتضمن عدة رسائل تحذيرية وتربوية وإرشادية عن مخاطر السفر للفتيات المراهقات بمفردهن للخارج، حتى إن كانت الوجهة هي عواصم ومدن أوروبية كبرى «مثل باريس، لندن، لوس أنجلوس، أوتاوا… الخ».
محتوى معظم أفلام ومسلسلات الكرتون القديمة مليء بالقيم الفاضلة، ولا يحتاج إلى رقابة أسرية لصيقة، عكس الأفلام والمسلسلات الجديدة. ولكون الأفلام هي الأكثر حضورا في صياغة وسبك فهم الشاب والشابة للعالم خارج منزل والدهم، وجب على الوالدين في حالة فتور تفاعل أولادهم مع نصائح الوالدين انتقاء وترشيح وتحفيز أبنائهم على مشاهدة أفلام تتضمن رسائل ومفاهيم تربوية جميلة يهضمونها ويتفاعلون معها، ويستنطقون العبر التي فيها. وللنجاح في تلك المهمة يحتاج أن يكون الأبوين ذوي اطلاع ومعرفة بأنواع الأفلام التي يميل إليها أبناؤهم لا سيما المراهقين منهم.
معظم الآباء والأمهات يحرصون على تربية أولادهم التربية الصالحة، ويجدون في غرس مفاهيم الخير والحرية والكرامة والحذر من الغرباء والآداب العامة والسلوكيات الراقية. إلا أن معظم أولياء الأمور يعانون من عزوف أبنائهم وبناتهن عن الاستماع للنصائح المسداة لهم من والديهم. وكان لزاما من جهة أخلاقية على الآباء والأدباء والمفكرين والشعراء والكتاب ورجال المنبر والأكاديميين إيجاد أرضية تواصل مشتركة ومؤثرة وفاعلة لإبلاغ رسائلهم التربوية وإقناع أبنائهم بوجوب الالتزام بالسلوكيات الحسنة مع غرس الأفكار القيمة منذ نعومة الأظافر. المدارس تعلم الحساب والجغرافيا والفيزياء. وتعليم الطلاب فن إدارة السلوك والالتزام بالأخلاق المحمودة «الصدق، الأمانة، العفة، الاستقامة» والمواظبة على أداء الصلاة والاهتمام بالنظافة الشخصية وصلة الرحم واحترام الكبير والعطف على الصغير هي من مهام أولياء أمورهم.
لا زلت أتذكر فيلم ”التوبة النصوح“ لما أحدثت بعض مقاطعه أثر نفسي جميل فيني. في عالم السينما التجارية يجب توخي الحذر؛ لأنها تحتوي لقطات غير أخلاقية. ولذا لا بد من تجاوز تلك اللقطات عبر التحكم بالريموت أو انتقاء بدائل أكثر نفعا.