روق
عزيزي الشخص المنتج والفاعل والمتفاعل والمبادر والشغوف، نحس بك ونشعر بمشاعرك وندرك أن بعض الأشخاص:
1- له فترة طويلة كعضو في مجموعات واتساب، وليس له أي مشاركات ملموسة. ولكنه يقرأ ويمضي دون أي كلمة تحفيزية مثل ”أحسنت“ أو ”شكرا“ أو ”جيد“ لجميل إنتاج الآخرين الفكري والعملي والعلمي والتطوعي والصناعي والإنساني والتربوي. ويمضي كأنه لم يقرأ أو يسمع أو يرى شيئًا. وحتى عندما يعجبه مقال أو مداخلة أو مبادرة أو محاضرة أو برنامج أو لقاء أو إلقاء، فإنه يحتبس قلمه ولسانه عن الشكر والثناء أو حتى وضع وردة إيموجي! وعندما ترحل أقلام الفاعلين أو ترتحل عنه إلى حيث الأراضي الخصبة وحواضر النمو والتفاعل والتحفيز، فإنك تسمع صوت ذاك الشخص الجاف متبرمًا وهو يتذمر بقلة المشاركات في المجموعة الافتراضية التي هو عضو فيها. وتنطبق عليه مقولة ”الصامت دهرا والناطق جحودًا وكفرًا“!!
2- جل همه أنه يركز على أخطاء الآخرين الإملائية أو اللفظية للمشاركين الآخرين فيما كتبوه أو شاركوه أو حاضروا فيه. وفي ذات الوقت هو ليس لديه أي إنتاج فكري مرموق أو مشاركات اجتماعية فاعلة أو نقل أدبي وثقافي ينم عن حس علمي رصين أو مبادرات ناهضة. وفي ذات الوقت يريد من الآخرين أن يصفقوا له ويبجلوه لاكتشافه خطأ إملائي وقع من كاتب أو أديب من بني جلدته مثل خطأ طباعي بتاء مربوطة أو تاء مفتوحة في كلمة ما! وغفل وتغافل عن سوء أخلاقه.
3- طوال عمره معتد بنفسه ومغرور بتصرفاته وأرعن في إطلاق أحكامه. ويجاهر بأنه لا يهتم بشؤون الآخرين ولا يشاطر الناس أفراحهم ولا أتراحهم ولا آلامهم بل إنه يناكفهم. وحتى أنه يشتمهم ليل نهار ولا يتورع أن يقذف أعراضهم ويسعى لتسقيط مكانتهم لإبراز وتبريز نفسه. وفجأة ذات الشخص الأرعن يستصرخ أبناء مجتمعه باسم الدين تارة، ويستصرخهم باسم العروبة تارة أخرى. ويعاتبهم إن لم يشاطروه أحزانه ويحاول أن يستميلهم إن أحس بالخطر من خارج دائرتهم بعناوين مختلفة!! ونسي أو تناسى أن الإنسان يحصد ما يزرعه في قلوب الآخرين.
4- يدعي في نفسه عدم حاجته للآخرين، ولا يتردد في الاستهزاء بأبناء مدينته والتهكم عليهم وتهشيم مكاسبهم واستحقارهم في لهجتهم ويستكثر عليهم ما هم فيه من نعم الله. وفجأة يشعر أنه لديه مصالح معهم فيستصرخهم!! فقد يلتفت أن لديه أرضًا يريد أن يبيعها أو عقارًا يريد أن يسوق له أو شقة للإيجار يبحث عنها أو ولدًا يريد أن يزوجه أو جيرانًا صالحين يريد أن يجاورهم!! ونسى أن الناس للناس والكل بالله.
عزيزي الإنسان المنتج والمبدع والفاعل وصاحب المبادرات الطيبة والقلب الأبيض والوجه البشوش دعني أولًا أن أُقبل جبينك وأرفع القبعة لك «العقال والغترة». وثانيًا، نؤمن معك أن من كمال الإيمان أن ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: آية 39]، وأننا مطالبون معك بالعمل الحسن لكي يرى الله ورسوله والمؤمنون أعمالنا ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: آية 105]، لبناء المجتمع والأرض بالخير والفلاح. المجتمع نهض وينهض وسي النهض فقط بأهل العمل الجميل والتخطيط السليم والحراك المستقيم وإن تعثر البعض. فيا عزيزي الإنسان الفاعل، روق المنجا وتجنب وساوس أهل الإحباط وواصل عملك الحسن وثابر على مبادراتك المبدعة وصنيعك للجميل والله ولي التوفيق. فيا أيها المبادر والفاعل للخير أنت الأمل بعد الله في صنع الأفضل في مجتمعنا.