آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

تحقيق الطموح

أمير بوخمسين مجلة اليمامة

البعض من أفراد المجتمع يضع أهدافا يسعى لتحقيقها مع بداية كل عام، وينتهي العام فيجد نفسه لم يحقق ما كان يصبو له. فيضع اللوم على نفسه بل ويقوم بجلد ذاته بسبب عدم تحقيقه لأهدافه بعد مرور عام كامل. وعندما يتم تقييم الحالة نجد بأن طموحاته أكبر من قدراته، ولم يعمل بما يكفي لتحقيق طموحاته. فالطموح هو العمل الدؤوب لترجمة الأحلام والآمال حيث يتطلب الإرادة والثقة بالنفس حتى تتحقق. لذلك نجد طريق الطموحين ليس معبّداً بالورد، ولا معطراً بالرياحين، فدرب الحلم درب شائك صعب محفوف بالمخاطر. وللسير في هذا الطريق يلزمنا أدوات الصبر والمثابرة والإيمان بما نطمح ونحلم، فلا ندع أي عامل من عوامل الإحباط واليأس يؤثر فينا أو يثنينا.. فالثقة بالنفس والقدرة على تحقيق ما نريد وبذل كل الجهود التي تستحق بدون كلل ولا ملل هو الطريق السليم لتحقيق النجاح وكسر المستحيل. القناعة والطموح مكملان لبعضهما …يذكر بعض الكتاب كلمة الطموح ويفصّلها حسب معناها أي حروف الكلمة تعني: ا: استعد، ول: للنجاح، وط: طور، وم: مهاراتك و: ووجّه، وح: حياتك.

يذكر «فيليب كويلي».“ قد يحوم خيالك حول الفشل والإحباط والضعف، وقد يصور لك الجمال والطموح والنجاح والمثابرة. أنت الذي تختار طريق خيالك”. أما سمات الشخص الطموح بأن لا يرضى بالعمل أو بمستواه الراهن الذي وصل له، بل يعمل دائماً على تطويره والنهوض بالعمل وألا يخشى الفشل أو الخضوع للضغوطات، فالكثير قد كان في بداية عمله لديه طموح وآمال يريد تحقيقها، إلا أنه واجه صعوبات وعراقيل في طريقه، فلم يستطع مقاومتها أو مواجهتها ففشل في تحقيق طموحاته، وآخرون تحدو هذه العراقيل وتحملوا الصعاب حتى تحقيق طموحاتهم. أما الصفات المطلوبة في الشخص الطموح حتى تساعده في تحقيق طموحه: الجانب المعرفي في المجال الذي يعمل فيه، بحيث يدرك التحديات والمصاعب التي ستواجهه في طريقه أمام تحقيق طموحه، وفهم ذاته عبر معرفة قدراته“رحم الله أمرأ عرف قدر نفسه”. أما الجانب الآخر هو العاطفي، بأن يؤدي عمله بكل أريحية وسرور، وبدون تذمر وعدم رضا، إذ سيساعده في تحقيق الوصول للمراتب العليا وتحقيق طموحه. لأنه بمجرد الاستياء وعدم الرغبة في إكمال الطريق سينتهي به الأمر إلى الفشل. لذلك الشخص الطموح سلوكه يتسم بالنشاط والحيوية، والتركيز على أهدافه، والابتعاد عن صغائر الأمور، والنظرة إلى المستقبل بنظرة مشرقة ممزوجة بروح الجدية والعمل. هذه الجوانب الثلاثة تعتبر من سمات الشخص الطموح. حالة الطموح تتطلب التأكيد على العزم والفوز بالنجاح، وأن تزرع في أعماقك الطموح الصادق، وألا تتأثر من محيطك سواء من عائلتك أو أصدقائك في حالة إذا كانوا غير مشجعين أو داعمين لك، بل عليك باختيار الأصدقاء الطموحين الذين يعملون على تشجيعك ورفع حالة الطموح لديك. لذلك معرفة عقبات الطموح وتشخيصها من البداية، والتي يأتي في مقدمتها اليأس، والإحباط وخيبة الأمل، وفقدان التفاؤل.. سيسّهل الأمر، ويكسر حاجز الخوف. فكل من طمح ثم حاول وفشل وعمل بجد حقق طموحه.