آخر تحديث: 3 / 12 / 2024م - 8:39 م

«يسألونكَ عن ”الحياة“»

حسين علي حبيل

من الصعب جدًا أن يعثر المرء على ضالته أثناء تسوقه في الشوارع المكتظة، دون أن يمتلك مسبقًا دليلًا إرشاديًا أو إحداثيات لموقع المتجر «Location»، ومن المحتمل أيضًا أن يضلّ الطريق إن كانت تلك الإحداثيات خاطئة!

نعم هذا هو الإنسان يقضي جلّ عمره في رحلة بحث مضنية ودائمة عن الأشياء، وإجابات مقنعة وغير مقنعة حول الأسئلة الوجودية التي تتسلل إلى عقله في آناء الليل وبعض أطراف النهار.

ولعلّ السؤال الأبرز الذي يدور في خلد كل واحد منا: ما هو ”معنى“ هذه الحياة التي نعيشها؟ وما الهدف الأكبر لوجود الإنسان على سطح هذا الكوكب الأزرق؟

أيصح أن نقول مثلًا: أن الإنسان هو من يسبغ المعنى على الحياة؟ فلا وجود لها مع اختفاء دوره؟

نعم. الإنسان هو من يضيف المعنى إلى هذا الوجود «أو الحياة» عبر تفاعله مع محيطه وبيئته.

ولكل إنسان منّا تجربته الروحية الإنسانية الخاصة المتعلقة بحياته، والتي تختلف عن أقرانه من البشر، وإن كانوا في قرية واحدة بل داخل حجرات البيت الواحد.

يحكى قديمًا أن أحد الحكماء كان يخاطب تلاميذه وهم يتحلّقون حوله طلبًا للعلم والمعرفة، وقد رغب الحكيم أن يوجه المزيد من ضوء الشمس نحوه، فأشار بإصبعه إلى ستارة كانت تغطي نافذة الغرفة.

وسرعان ما هرع بعض التلامذة وقاموا بتحريك الستارة.

حينها قال الحكيم: ”بعضكم على صواب، والآخرون على خطأ“.

بشرية الإنسان وكونه معرضاً للوقوع في الزلل والاشتباه يدفعه لاختلاق أنا مزيفة لا تتقبل الحياة بشكل كلي، بل تتقبل بعض الجوانب، وتنكر جوانب أخرى كثيرة.

قيلَ أن معنى الحياة هو: النجاة Survival.

دونك العظماء عبر التاريخ الذين أدركوا أن معنى الحياة الحقيقي يتجسد في نكران الذات لا عملقتها، وأن الإنسان عليه أن لا يتدخل في عرقلة سير الحياة، بل قبولها كما هي شريطة تقوية إرادته وجعلها قادرة على التمييز بين المتعة والفعل كما قال الفيلسوف الروماني زينون.