آخر تحديث: 4 / 12 / 2024م - 11:28 ص

التكامل بين المناسبات الدينية والتعليم

صالح مكي المرهون

ينبغي أن تكون برامجنا الدينية متكاملة مع التعليم، وليست متعارضة. البعض يظن أن هناك نوعًا من التعارض، ويرى أن حضور المناسبات الدينية مقدم على الدراسة، لكن المتأمل لجوهر المناسبات الدينية وحقيقتها يجد أنها حث على العلم والمعرفة. وحتى يتحقق التكامل، فإن إحياءنا للمناسبات الدينية يجب أن يأخذ في الاعتبار المدارس وأنظمتها والتزاماتها. ولا بد من وضع حد لاتخاذ كل مناسبة دينية مبررًا للغياب عن المدرسة، وكذلك السهر إلى وقت متأخر في مواكب العزاء.

ويهمني أن أؤكد على قضية مهمة تطرح في مجال التعليم، وهي تحفيز الرغبة في التعليم عند الطلاب، وخلق حالة الشوق والمحبة في نفوس الطلاب والطالبات للدراسة والمعرفة. لأننا نلاحظ، وخاصة في مجتمعاتنا، أن التعليم بدأ يصبح وكأنه شيء ثقيل. الطالب يذهب إلى المدرسة متثاقلًا، بل حتى العائلة تعتبر أيام المدرسة أيامًا ثقيلة عليها، تنتظر الإجازة بوافر الصبر، بل تتمنى أن تكون معظم أيام السنة إجازة، وكذلك المعلمون.

وهذه مشكلة كبيرة. إذا كنا نتعامل مع العلم والتعليم بهذا الأسلوب السلبي، مع أهميته وخطورته ودوره، باستثقال، وننظر له باعتباره عبئًا ثقيلًا، فكيف نريد لأبنائنا أن يجدوا ويجتهدوا ويتفوقوا؟

القضية المهمة، كيف نؤكد على أبنائنا ونحفزهم على الرغبة والشوق في مسألة التعليم، والرغبة في المدرسة والدراسة؟ كيف يذهب الطالب إلى المدرسة بشوق ولهفة لا أن يجبر عليها؟ وكذلك المعلم، كيف يذهب إلى المدرسة برغبة واهتمام، وليس باستثقال؟ هذه الحالة العامة التي نجدها من الحرص على الإجازات، أو تعطيل أو تعليق الدراسة؛ بسبب شيء من الأمطار أو سوء الأحوال الجوية.

لماذا هذه الحالة في مجتمعاتنا؟ ينبغي أن نحرص على أن يذهب أبناؤنا للمدارس بلهفة وشوق لا أن يجبروا عليها على الذهاب.

هناك بلدان عديدة في العالم تكثر فيها الأمطار، وتسوء فيها الأحوال الجوية، لكن الدراسة لا تعطل أو تُعلق. فهم رتبوا حياتهم لأجل أن يجدوا ويجتهدوا ويتفوقوا، لا تفوتهم أيام دراسة. بينما نجد في مدارسنا أن عدد أيام الدراسة قليلة؛ بسبب هذه الحالة السلبية، والنتيجة هي تدني المستوى التعليمي، وانخفاض الرغبة في العلم والمعرفة، وهذا ليس في مصلحة المجتمع.

من هنا نحن مسؤولون جميعًا بخلق حالة التحفيز والهفة وشوق للدراسة لدى أبنائنا ومعلمينا. ويتحمل هذه المسؤولية أطراف عديدة من المجتمع، منها:

الأسرة: يجب أن تدعم الأسرة التعليم وتشجعه، وتخلق لدى أبنائها الرغبة فيه.

المدرسة: يجب أن تضع المدرسة مناهج وأنشطة تعليمية جذابة ومشوقة، وتشجيع الطلاب على المشاركة فيها.

المجتمع: يجب أن يدعم المجتمع التعليم ويهتم به، ويعزز مكانة المعلم.

والله ولي التوفيق.