ضحية المعلم: كيف يؤثر التنمر على تفكير ونفسية الطالب؟
هل يتساءل الاهل عن أحوال أطفالهم في المدارس وكيف يتم التعامل معهم؟ قد لا يُطبق جميع موظفين التعليم اماناتهم فيكون الطالب ضحية المعلم ومشاكله الشخصية، يواجه الطالب التنمر والسخرية من الشخص المسؤول عن تعليمه المبادئ والقيم الحسنة فكيف ينعكس ذلك على تفكير ونفسية الطالب؟
قال الاخصائي النفسي عمران الرجيعي: الموظف حينما يواجه ضغوطات كثيرة لابد من عمل استشارة نفسية له وإعطائه إجازة، فتواجده بهذه الحالة قد يؤثر سلبيًا على المتواجدين حوله ليس فقط الطلاب، بل حتى الموظفين الآخرين فأرى أنه من الضروري إحالته إلى اخصائي نفسي لمعالجة هذا الأمر ليس من أجل حماية الشخص نفسه فقط، بل أيضًا لحماية من حوله.
وأشار إلى تأثير المشاكل الشخصية على الموظف الأكاديمي يعتمد حسب قدرة الموظف على الفصل بين مشاكله الشخصية ومهنته، فهي تعتمد بعد الله عز وجل على القيم والمبادئ والدين وحسن إدارة الانفعال لدى الموظف، فنرى أن العديد من الطالبات والطلاب يواجهون سوء تعامل من قبل الموظفين بسبب عدم قدرة البعض منهم على فصل مشاكلهم الشخصية عن مهنتهم.
وأكد الرجيعي انه لا يقتصر الامر على موظفين البيئة التعليمية فقط، بل حتى الاهل يحملون تلك المسؤولية في حال كان كلا الابوين من الايدي العاملة، فقد تؤدي الوظيفة إلى تقصير في واجبات المنزل من إهمال وتعنيف، فعلاقة الأب والأم بأبنائهم ليست بالوقت، بل بجودة العلاقة. حتى وإن أدت الوظيفة إلى انشغالهم فمازال لديهم القدرة على التعويض من خلال التواصل العاطفي مع الأبناء والجلوس معهم في جلسة خالية من النقد والأوامر.
وأضاف الرجيعي: في مجتمعنا السعودي لدينا بعض الإعاقات الفكرية تجاه علم النفس ويطلقون عليه مسمى ”عيب“ وهذه فكرة خاطئة فقد نرى العديد من الذين يواجهون مشاكل عضوية يذهبون إلى طبيب، ولكن في المقابل عندما يواجه مشكلة نفسية لا يقبل علاجها من قبل مختص، وقد يكون بسبب قلة الخبرة لدى بعض أطباء النفس حيث إنهم يلجؤون إلى الأدوية مباشرة دون التطرق إلى العلاجات الأخرى.
وتابع أنه من المهم توظيف اخصائي نفسي في كل مدرسة، فأنا شخصيًا تعرضت إلى التنمر في صغري ولم أكن أتحدث فقد عانيت سنوات طويلة من آثار القلق والتوتر وضعف الشخصية ولم يتواجد الشخص الذي يستطيع مساعدتي في التعامل مع الأمر. ايضًا أرى أنه من الضروري وضع مواد علمية في هذا المجال فالكثير من الطلاب لا يعرف كيفية التعامل مع مشاعره.
ذكرت احدى طالبات جامعة الملك فيصل في كلية الآداب - رفضت ذكر اسمها - تعرضها إلى موقف مع احدى أساتذة الكلية، حيث انها واجهت مشكلة صغيرة مع احدى الطالبات لتتفاجئ بأن الأستاذة تطالب باسمها لتخصم من درجاتها، وتشير الطالبة إلى ان المشكلة لم تكن تتعلق بالأستاذة بتاتًا، ولكن للأسف كانت المشكلة تتعلق بتمييز الأستاذة لبعض الطلبة حسب رغبتها وإقدامها على خصم الدرجات بلا خجل من اجل ذلك.
قالت اخصائية التغذية وجدان الغراش: لابد من تزويد المدارس بوجبات غذائية متكاملة فيها جميع العناصر الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة والنشاط طوال اليوم كالحليب والزبادي والفواكه الطازجة ومنع الشيبسات الضارة بالصحة فإن الأطعمة الفقيرة بالمواد الغذائية التي تقدمها المدارس تسبب فرط في الحركة والعنف بين الطلبة وتشتت الانتباه، مما يؤدي إلى انخفاض معدل مستواه الدراسي والتأثير في نفسيته بشكل سلبي.
وأشارت إلى انه من اهم مسببات الاكتئاب هو نقص فيتامين ”د“ و”ب12“ الذي ينشأ نتيجة اتباع نظام غذائي سيء، فإن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة المليئة بالسكر المصنع والدهون والمواد الحافظة تحد من إفراز الجسم لبعض الهرمونات الطبيعية كالدوبامين مما يؤدي إلى التسبب في الاكتئاب والحزن لدى الطالب، فالسكر الأبيض المتواجد في الأطعمة لدى المدارس تزود الطالب بطاقة قصيرة المدى تجعله يستمر في اكل المزيد من هذا السكر لتجديد تلك الطاقة وفي حال الدخول في تلك الدائرة يصبح صعب الانقطاع عنها فيترتب على ذلك زيادة في الوزن ومشاكل صحية تؤثر على تراجع معدله الدراسي وفي حال الانقطاع عنها تصيب الطالب بالكسل والخمول.
وختمت الغراش حديثها بالقول: انصح الاهل بتعزيز الطفل منذ الصغر على حب الوجبات الصحية وإعدادها له في المنزل، والتركيز على أهمية وجبة الإفطار وتكاملها بالعناصر الغذائية فيجب على الأهل إعداد وجبة تحتوي على البروتينات كالبيض الكامل والفول والعدس والتونة ومشتقات الألبان، والكربوهيدرات كالخبز الأسمر والعسل، والخضروات والفواكه لأنها غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن وتحافظ على انتظام مستوى السكر في الدم.
