صخلة الفريج تحب التيس الغريب
يقول المثل العربي ”حمامة الحي لا تطرب“، وفي مصر يقولون ”الخواجا باشا“، وفي لبنان ”كل شي فرنجي برنجي“، وفي البحرين ”عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب“. تشترك هذه المقولات في شعور الناس بأن الشخص القادم من خارج البلد أفضل من الموجود محليًا.
أطلب العذر من القارئ الكريم في الربط بين المثل ”صخلة الفريق تحب التيس الغريب“ وبين أحد المشاهدات الاجتماعية، فقد يحمل هذا المثل كلمات هابطة. لكن نية الكاتب طيبة تؤخذ على المحمل الحسن فلا أحب سوء الظن.
ربما يُسرق عرق كفاءات البلد خارج المنطقة، أو ربما تحاط طاقات البلد بموجة من الهجوم والتحطيم، فلا يوجد اختيار إلا أن تهاجر هذه الكفاءات وتجد لها بيئة تحتضنها. أعجبتني مقولة أحد المغردين في منصة ”تويتر“ يعلق على هجرة أحد العلماء من مصر إلى أمريكا: ”العالم أحمد زويل لو بقي في مصر، ولم يذهب إلى أميركا لما أصبح عالمًا ولنسي وهمش مثل غيره من العلماء والمفكرين العرب، حيث الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء! هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل“.
في القطاع الخاص، يوجد أجانب يملكون مؤهلات سائق شاحنة و”بيتزا دليفري بوي“، ولكنهم يأتون إلى البلد ليصبحوا مدراء تعمل تحتهم كفاءات علمية من البلد تأخذ التعليمات منهم، وراتب ”بيتزا دليفري بوي“ في ثلاثة أضعاف راتب ابن البلد صاحب الكفاءات.
ما أريد أن أرمي إليه من المثل ”صخلة الفريق تحب التيس الغريب“ هو أن البعض لا يرى الطاقات والمؤهلات الموجودة محليًا، سواء على المستوى الرجالي أو النسائي، وإنما العامل النفسي لدى أصحاب المؤسسات يكون الأهلية للأجنبي القادم من خارج المنطقة، حتى لو كان الشخص الأجنبي ضعيف الأداء وركيك التعامل، فيكون له التقدير والاحترام. نتمنى أن تكون التفاتة إلى المجتمع في تشجيع الطاقات الوطنية واحترامها.