قال رائد الأعمال م. محمد الغزال، الذي فاز مؤخرًا بالمركز الأول في مسابقة ريادة الأعمال، التي نظمتها ”منشآت“، بالتعاون مع جامعة الملك فيصل بمحافظة الأحساء: إن مشروعه يهدف إلى دمج آليات الظواهر الطبيعية والبيانات الضخمة في نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وأوضح في حواره مع صحيفة ”جهات الإخبارية“، أنه يسعى إلى تعزيز قدرات الكشف المبكر عن الحالات غير المرغوبة، وتخفيف العواقب السلبية المحتملة، وإلى نص الحوار:
ما هو الهدف من مشروعك الفائز بالمركز الأول في مسابقة ريادة الأعمال؟
يهدف المشروع إلى دمج آليات الظواهر الطبيعية والبيانات الضخمة في نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؛ لتعزيز قدرات الكشف المبكر عن الحالات غير المرغوبة، وتخفيف العواقب السلبية المحتملة.
ماذا عن دور الذكاء الاصطناعي؟
يُحدث الذكاء الاصطناعي والروبوتات ثورة في الصناعات في جميع أنحاء العالم، ما يعزز الإنتاجية والكفاءة والدقة، فالنماذج الرقمية الذكية تمكّننا من مواجهة التحديات التي بدت ذات يوم مستعصية على الحل، خاصةً أن الروبوتات تقوم بالأعمال الشاقة، ما يسهم في تقليل نسبة الخطأ في المهام المتكررة أو كثيفة العمالة.
كيف تؤثر التكنولوجيا على حياتنا في المملكة؟
التكنولوجيا خدمت المعاملات المختلفة، لتصبح أكثر سرعة وفعالية، فالذكاء القائم على البيانات ضروري لازدهار المشهد التنافسي اليوم في شتى القطاعات، مثل الصحة والترفيه والتسوق والخدمات الحكومية.
كيف ترى الوضع في المملكة؟
المملكة تبدع في كل الاتجاهات على المستوى العالمي، وتجذب بيئة ريادة الأعمال الأفكار الإبداعية والشركات الناشئة ورواد الأعمال التقنيين الذين نجحوا في الأسواق الخارجية لدخول السوق السعودية.
وما هي الجهود لتحقيق ذلك؟
هناك طلب كبير في الحكومة والقطاع الخاص، على إنشاء إدارات الابتكار، ودعم موظفيها في اقتناص ثقافة الابتكار الرقمي، وأصبح الابتكار ضرورة ملحة لنجاح تطوير القطاعين الحكومي والخاص في ظل رؤية 2030، ونحن نجلس على أعتاب موجة أخرى من التغيير التحويلي.
وماذا عن تفاصيل هذا التغيير؟
نرى موجة أكبر من الابتكار والإبداع الرقمي في تحليل البيانات الضخمة من العمليات التي تحافظ على العلاقة الديناميكية مع المستفيدين والعملاء، وتطوير منتجات شديدة الصلة مع العميل وأصحاب العلاقة، التي أصبحت تمثل استراتيجية مؤسسية.
وما هي أبرز المهارات التي تسهم في نجاح رواد الأعمال؟
تعد القدرة على التكيف، وإدارة التغيير، والتعلم مدى الحياة، من أعظم السمات التي يتحلى بها فريق العمل الناجح.
ماذا عن تجربتك في ذلك؟
أفتخر أني أعمل مع نجوم صاعدة، مثل فاطمة الغزال، ونعمة الغزال، اللذين يقودون تنمية التفكير النقدي والإبداع ومهارات حل المشكلات، ليس فقط للبقاء، بل للازدهار في بيئة اليوم المتسارعة.
وهذا يمهد الطريق لمعالجة أهم التحديات التي تواجه البشرية، وخلق عالم يعيش فيه الناس حياة أكثر صحة، ويزدهر الاقتصاد، ويتم الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.
كيف ترى أثر التقنيات الحديثة على المجالات الحيوية؟
من المذهل كيف تكشف المسارات السريعة للتكنولوجيا الرقمية الناشئة، بما في ذلك التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية، عن قفزة نوعية في تحسين الأداء التشغيلي في عدة قطاعات.
لقد بشر العصر الرقمي بعصر جديد من التعلم، ما جعل التعليم أكثر تخصيصًا وشمولًا وسهولة الوصول إليه، مما يخلق فرصًا للنمو الاقتصادي.
ويكمن مستقبل التعليم في تجارب تعليمية مخصصة تجعل المعرفة والمهارات في متناول الجميع، وفي نفس الوقت، تعمل التطورات في تكنولوجيا الرعاية الصحية على إطالة الحياة وتحسين الجودة، ما يعزز مبادرات برنامج جودة الحياة.
وماذا عن دورها في قطاع الصحة؟
تعمل عمليات التشخيص المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على تبسيط الرعاية الصحية، في حين تُحدث تحليلات البيانات ثورة في الوقاية من الأمراض والكشف المبكر عنها، ما يضع المرضى في قلب الرعاية الصحية.
كيف ترى مستقبل الابتكار في رؤية المملكة 2030؟
المملكة العربية السعودية تبرز كمركز عالمي لريادة الأعمال المبتكرة، وهذا ما شاهدناه في فعاليات عالمية رائدة، مثل مؤتمر ليب التقني، والقمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
وتهدف رؤية 2030 إلى أن تكون المملكة من بين الدول العشر الأولى في مؤشر التنافسية العالمي بحلول عام 2030.
ويرتبط مكونان رئيسيان لمؤشر التنافسية العالمية ارتباطًا مباشرًا بالبحث والتطوير، ولا يمكن للمملكة تحسينهما إلا من خلال زيادة قدرتها التنافسية في مجال البحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى تحقيق وجود ما لا يقل عن خمس جامعات سعودية ضمن أفضل 200 جامعة في التصنيف العالمي.
وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
هذا الهدف يستلزم بحثًا عالي الجودة وتأثيرًا في جامعات المملكة، بما يحفز التعاون بين الجامعات وحاضنات ومسرعات الأعمال والمبتكرين من رواد الأعمال، لذا نرى زيادة كبيرة في تسجيل براءات الاختراعات من قبل الجامعات والمعاهد السعودية.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال دعم جهود البحث والابتكار في الجامعات ومراكز الأبحاث، وعبر الصناعات الوطنية والأعمال الريادية النوعية، بما يسهم في تحفيز البحث وإنتاج المعرفة والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية ومشاركة القطاع الخاص.
وما هي رسالتك للمقبلين على ريادة الأعمال؟
الأفراد والشركات لا يشترون ”منتجات“، بل يشترون حلولاً لتحديات مثل حلول سهولة الاستخدام وترسيخ الموثوقية أو حلول لمشاكل اجتماعية أو اقتصادية.
ويحتاج رواد الأعمال والمصنعون إلى إعادة صياغة نهج العمليات والتسويق الخاص بهم؛ للتأكيد على المزيد من مشاركة الحلول التي تحاكي اهتمامات العالم والطرق التي يمكّن بها خط منتجاتهم العملاء والمستفيدين وأصحاب العلاقة من تحسين جودة الحياة.